وصلت حقوق بث مباريات كرة القدم والمراهنة على نتائجها إلى أرقام فلكية تجاوزت مليارات الدولارات مما جعلها هدفا للكثير من المستثمرين في المجال الرياضي، ومؤخرا كشفت بعض التحقيقات في أووربا عن وجود تلاعب في حقوق بث مئات من مباريات كرة القدم حول العالم وكذلك في عملية المراهنة على النتائج التي تسمح بها بعض الدول، وفي هذا السياق أكد الدكتور سعد شلبي ، أستاذ التسويق الرياضي أن فضائح الفساد في كرة القدم بدأت في الثمانينات في إيطاليا بسبب الأموال الكثيرة التي يدرها البث التلفزيوني للمباريات، مؤكدا أن مجال كرة القدم غير محدود في الصناعة وتصل إيراداته في أوروبا إلى مبالغ خيالية وبالتالي يكون هذا المجال عرضة للتدخل في الفساد نتيجة الأموال الكبيرة الموجودة في صناعة كرة القدم حول العالم. وأكد أن الانجليز لعبوا دورا كبيرا في نشر ثقافة المراهنة على النتائج في المباريات الرياضية بدءً بالمراهنة في سباقات الخيول، مشيرا إلى أن العقوبات على الأندية المتجاوزة كانت لها صدى كبير على الحد من هذه التجاوزات كما حدث في فرنسا عام 1993 بمساعدة من ميشيل بلاتيني للقضاء على هذه الظاهرة بمعاقبة الأندية المشاركة فيها بعقوبات شديدة. وأشار خلال حوار لبرنامج "باريس مباشر" على قناة فرنسا 24 إلى أن ألمانيا وهي أكثر الدول الأوروبية انضباطا في كل المجالات، كان بها أيضا شبهات فساد في مجال المراهنات مؤكداً أنه لا يجب أن تكون حرية الاتحادات الوطنية مطلقة كما يريد الاتحاد الدولي لكرة القدم لأن هذا الأمر يجعلها تدخل في قضايا فساد دون أن تتمكن الدول من كشف هذا الفساد. كما أكد وديع فيعاني، مدير قسم الرياضة في الإعلام الخارجي الفرنسي أن المشاكل الإجرامية في مجال كرة القدم تسبق الحلول، موضحا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يقع على عاتقه مسئولية كبيرة في البحث عن حلول لانتشار تجارة الرهان على نتائج المباريات في الدوريات الأوروبية، خاصة بعد أن تم اكتشاف تجاوزات من عدد كبير من أندية إيطالية وتركية تحديدا. وأشار إلى أن الرهانات أصبحت في حالة من العولمة وغير مرتبطة بدولة محددة وثقافة الرهان نابعة أساساً من الثقافة الانجليزية والذين يراهنون هناك على كل شيء ومنها من يتحصل على أول ضربة ركنية في المباراة وليس فقط نتائج المباراة، مؤكداً أن هناك شركات معروفة تدر عليها تجارة الرهان مئات الملايين من الدولارات. وأكد أن مثل هذه الفضائح التي انتشرت في الفترة الأخيرة ستؤثر بشكل كبير على مصداقية لعبة كرة القدم، موضحاً أن أساس اللعبة كان اعتماداً على الأخلاق الرياضية ودعم القيم المشتركة بين شعوب العالم، ولكنها اليوم أصبحت مجالاً جديداً وكبيراً للفساد المالي وغسيل الأموال.