للطلاق آثار سلبية كثيرة في حياة الفرد والمجتمع، ويعاني الزوجان فيما بعد عواقبه الوخيمة على أبنائهم, حيث تترك هذه النتائج عليهم بصمات قد لا تنمحي بتعاقب الايام, وهناك الكثير من الأطفال الذين حرموا حنان أمهاتهم بسبب الطلاق، أو عاشوا دون أب مسئول وعانوا بشدة جراء ذلك، ومن ثم شعروا بالتشتت والضياع نتيجة انفصال والديهم الذي حزّ في نفوسهم بشكلٍ بالغ. وبناءاً عليه لا يختلف اثنان على أنه مهما كانت أسباب الطلاق وظروفه، فإنه يقلب حياة الأبناء رأساً على عقب بغض النظر عن مراحل سنّهم العمرية، فقبل الإقدام على هذه الخطوة، يتعرض الأبناء للكثير من التوتر نظراً لتحول المحيط العاطفي إلى حلبة صراع تؤثر سلباً فيهم، خصوصاً إذا تملكت مشاعر الزوجين روح الانتقام، ولجأ الطرفان الى استخدام الأبناء كسلاح لقهر غريمه. بدوره قال أ. د. طارق الحبيب " قد يفقد الأبناء العلاقة بين الأب والأم ولكن ليس من الصحي أن يفتقد الدور العاطفي والإنساني والتربوي المهم للبناء النفسي المتوازن"، واشارت تغريد إلى أن مشكلة أبناء الطلاق تكمن في استخدام احد الوالدين لهم كوسيلة ضغط على الآخر، وفي هذه الحالة فإن الأبناء هم الخاسر الأكبر. وقالت صِبا الحمد "دون إجحاف .. أحياناً ما تولّد هذه الظروف حالة من الشتات والفشل أو عزماً وإصراراً على تحقيق النجاح في أحيان أخرى" فيما أوضحت тαιɪα υ̵ιзиzi أن الطلاق لم يؤثر على علاقتها بوالديها موضحةً " بكل فخر واعتزاز أنا واحدة من هؤلاء الأبناء .. اعشق أبي و مغرمه بأمي وكلاهما لم يخطئ يوماً لكن هناك ما يسمى بعدم الاتفاق أو الانسجام". وذكرت هيا الرشيد أن هناك حالات كثيرة وظروف معيَّنة يكون الطلاق فيها في صالح الأبناء، فهو خير لهم من العيش في أجواء مشحونة ليل نهار، وقالتSofi Sinan قال تعالى:"(إمساكٌ بمعروف أو تسريح بإحسان) في مجتمعنا الطلاق يبدأ حرب وعداوة بين الزوجين وأهاليهم الذين ينقسمون إلى جبهتين يضيع معها عيالهم". بينما أوضحت وحيدَة البكريْن أنه ليس بالضرورة أن يترك الطلاق أثره النفسي على الأبناء على المدى الطويل، أو أن يؤثر على تربيتهم وقالت " ممكن يكونون مرتاحين ومتربين أحسن ممن ترعرع في كنف أبيه وأمه فلا تنخدعوا بالمظاهر الخارجية ", وعلى نفس المنوال، ذكرت سارة أن الطلاق يكون أفضل للأبناء أحياناً مع تدهور العلاقة بين الزوجين، فتربية الاطفال في بيئة مشحونة بالمشاكل وخالية من التفاهم والحب شيء سيء. وقال Saud Lehyani " أبناء الطلاق يتحملون ما لا طاقة لهم به قبل أوانه، لأجل الحفاظ على ما تبقى من شتات العائلة .. الشعور بالمسئولية صعب جداً"، ورأى Mσнαммα∂ Sαα∂ أنهم أسوا حالاً من الأيتام لأنهم يعيشون في صراع نفسي وثقافي متذبذب بين طريقتين مختلفتين للتربية.