أدوات تشبيه اخرى.. هناك أدوات تشبيه أخرى غير تلك الموضوعة في الأمثلة السابقة، لهذا فضلتُ وضعها في مكان مستقل، وذلك أنها من الأمور التي وقعْتُ عليها من خلال البحث وعملية التحري المتواصلة بين الكتب والقصائد من أجل إعداد هذا الموضوع، ولم أجد لها أمثلة في كتب البلاغيين السابقين التي اطلعتُ عليها، وهذه الأدوات هي كالاتي: أداة التشبيه: تِقْل تُنطق هذه الأداة بكسر الحرف الاول وتسكين الحرف الثاني أو تحريكه بالكسر، وشاهد المثال الاول وهو السكون قول بداح العنقري يا ابو نهودٍ تِقْل فنجال صينا = لَبْقات للقلب المشقى ذوابيح أما شاهد التحريك قول جحيش السرحاني حينما عقّه أولاده ولم يحسنوا معاملته عندما كبر وتقدمت به السنون. يا ما تسلوعت الخلايق تِقِل ذيب = من خوف لا يقصر عليكم عشاكم أداة التشبيه: يشدى هذه الأداة بمعنى يشبه، وهناك من يكتبها بالالف الممدودة هكذا " يشدا "، غير ان الصحيح كتابتها بالالف المقصورة كما هو مدوّن في هذا المثال، وشاهد هذا النوع قول شباط الظفيري: ياملّ عين كل ما أضحى ضحاها = قامت تهل الدمع عجل ذريعه تشدى هماليل المطر من سماها = اليا تناثر بالسهال النظيفة أداة التشبيه: يشادي هذه الأداة مشتقة من الأداة التي كانت قبلها " يشدى " والتي تعني الشبه او المماثلة، غير ان هذه الاداة من الامكان ان تأتي في غير هذا الغرض، وهذا الامر على سبيل الحادث العَرَضي، إذ إنها في الأساس أداة تشبيه، ويقول في هذا السياق سند الحشار يا راكب من فوق طلقات الايمان = فج النحور بوقت جلس العراميس فودٍ لأهلهن مع حزاوير قطعان = بسعود قطاع الفجوج المراميس حمرٍ تشعّ أذيالهن تقل شرطان = حمرٍ تشادى عيونهن للمقابيس وقد تأتي هذه الكلمة وهي " يشادي " في غير سياق التشبيه، وشاهد هذا الأمر كماوردت في بيت أحمد بن خليفة الهاملي: فكم ساريٍ سار بْمعانيه مولع وكم ناشدٍ في مجلسه بجيله يشادي إذ إن معنى هذه الكلمة، وهي " يشادي " يدلّ إما أنها من الشدو والانشاد، أي أن الشاعر كالطائر الشادي أو من هذا القبيل، ولعله يقصد من كلامه انه يفاخر ويتباهى بما لديه من شعر. وعلى هذا الاساس فإن هذه الكلمة، وهي اداة التشبيه " يشادي " إنما هي في الأساس أداه من أدوات التشبيه في الشعر النبطي، لكنها جاءت في غير هذا السياق، كما مر معنا في بيت الشاعر الهاملي. أداة التشبيه: شروى لقد توسّع شعراء دولة الامارات في هذه الكلمة ومشتقاتها وكانوا يستخدمونها في حالات عدة ك " شرى – شروى- شروات- شرات " كما سيمر معنا بعد قليل، وهذه الكلمة قديمة الاستعمال في الشعر العربي، حيث يقول الحارث بن حلزة البشكري وهو كما هو معروف من شعراء المعلقات السبع في الشعر الجاهلي: أفَلا نُعَدّيها إلى مَلِكٍ = شَهْمِ المَقادةِ حازمِ النَّفْسِ فَإلى ابن مَارِيَةَ الجَوادِ، وهل = شروى أبي حَسّانَ في الأُنْسِ ونظرًا لأن هذه الأداة متفرعة الاستعمال لهذا سنعمل على جمع هذه التحوّلات الحاصلة فيها ضمن هذه الفقرة دون الشروع في الفصل بين هذه الأفرع . أ - شرى يقول خلفان بن يدعوه المهيري: يا ناس ما في حالي مزيد = باجي شرى اللي يجاسي يروح ب - شرات، شرواه = قول راشد علي آل علي: قالوا شراته حد واخْيَر = تركه ويدّد د حد ميراه قلت اسكتوا ما عاد باصْبرْ = ما حَدْ خلقْ مثله وشرواه ج- شروى يقول أحمد عبيد المنصوري: أبو جديلٍ فوق الأسلاب نشّاح = شروى الحروف منظمات الطباعه د- شروات يقول أحمد عبيد المنصوري أيضًا: تَجْر الهوى حضرّة غريقٍ بسبّاح =متشوقة شروات راعي البضاعه ه - شراكم يقول محمد المطروشي: كثير في الدنيا شراكم = ناس يودون التزامِ و- شرواك يقول الشريف بركات: أدّب ولدْك إن كان تبغيه يشفيك = لو زعلت أمه لا تخليه يالاك إما سمح واستسمحك عند شانيك =ويغيض من فعله صديقك وشرواك