الزواج هو الوسيلة المثلى لبناء مجتمع هادئ قوي مستقر، والأسرة تتكون عن طريق الزواج، الذي يشبع الحاجات النفسية والجسدية للأفراد، ويقمع الانحراف والشذوذ، ويحقق الحياة الوادعة، ويوفر الهدوء والاستقرار، ولكن بالرغم من ذلك أصبحت مشكلة العنوسة في تنامٍ مستمر في معظم البلدان العربية، وجوهر المشكلة يكمن في تأخر سن زواج بعض الفتيات عن السن الطبيعية، مما قد يترتب عليه كثير من الآثار النفسية والاجتماعية الخطيرة . وقد أصبحت العنوسة في الدول العربية، واحدةً من الظواهر الاجتماعية محل الدراسة والاهتمام، وذلك للوقوف على أسبابها والتصدي لانعكاساتها السلبية على المجتمع ككل، ويعتبر بعض المراقبين أن الأزمة الإقتصادية التي عصفت بعدد من الدول العربية إبان عام 2008، من الأسباب التي فاقمت من تبعات هذه المشكلة، وقد كشفت دراسة أجريت مؤخراً عن زيادة في أعداد الفتيات غير المتزوجات في الخليج والوطن العربي، إلى ما يقرب من 25 مليون فتاة في سن 24 عاماً فما فوق، تحلم بيوم الزفاف الذي طال معدل انتظاره، بالنسبة لشريحة كبيرة منهن إلى ما فوق 35 عاماً، وقد أظهر إحصاء 2010 في المملكة ارتفاعاً كبيراً في نسبة العنوسة في السعودية، اذ بلغ عدد الفتيات السعوديات العوانس نحو مليون ونصف مليون، مرجحة أن يصل إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة . أما في الكويت فمن المرجح حسب آخر مسح أجرته لجنة الزواج الكويتية والإحصائيات، أن يتراوح عدد الفتيات غير المتزوجات من 40 الى 70 ألف كويتية في انتظار العريس، أما في دولة البحرين فقد بلغ عدد العوانس 50 ألفاً بنسبة 20 في المائة من البحرينيات، حسب دراسة منشورة على موقع «الجزيرة نت»، وتراوحت نسبة العنوسة في قطر بين 20 الى 30 في المائة حسب تقرير لجريدة «الراية القطرية»، وفي سلطنة عمان سجلت نسبة العنوسة 10 في المائة، كنسبة تقديرية لغياب إحصاء رسمي عن عدد العوانس فيها، علماً بأن نسبة الطلاق خليجياً قد سجلت بين 30 إلى 40 في المائة، حسب دراسة شارك في تنفيذها فريق متخصص من جامعة الإمارات، ودراسة حديثة أخرى نشرت في العاصمة القطرية الدوحة. ووفقاً لدراسة إحصائيات 2010 في 14 دولة عربية، هناك نحو 9 ملايين مصرية، و4 ملايين جزائرية، ومليون ونصف مليون مغربية، ومثلهن من التونسيات، ونحو 700 ألف سورية، و 175 ألف إماراتية، و3 ملايين عراقية، نحو 450 ألف لبنانية، وأكثر من مليوني يمنية، بدون احتساب الأعداد المتواجدة في دول أخرى كقطر وليبيا وموريتانيا وعمان وفلسطين، وتعتبر كل هذه الأرقام تقديرية إجمالاً، يذكر أن إحدى الدراسات العلمية كانت قد حذرت من تزايد نسبة العنوسة في الوطن العربي، نتيجة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، وارتفاع نسبة البطالة وتدني دخل الفرد، وهو ما انعكس سلباً على مستوى الخصوبة لدى الجنسين.