التسكع في الاسواق من اجل الفسحة وتزجية الوقت ومن ثم الاستجابة لاغراء المعروضات وشراء ما لا يلزم بضغط من العائلة عادة جديدة بدأت تطل برأسها في مجتمعنا.. والحصيلة خصم من ميزانية الأسرة وربما الدخول في متاهات الدين والاقتراض.. وبالتالي مزيد من المعاناة لاصحاب الدخل المحدود.. معلمات يعترفن انهمن الأكثر شراءً ونساء واطفال يلحون بشدة لشراء ما يلفت انظارهم اثناء الجولات المسائية التي أصبحت تتكرر للأسواق والمحلات التجارية بدعوى الترفيه وغيره.. هذا التسوق العبثي يستنزف ما يقارب 20% من الرواتب مما يربك الميزانية المخصصة كل شهر.. ولمعرفة الأسباب والدوافع والنتائج أجرينا هذا الاستطلاع.. الاستاذ ناصر الحدايدي مدرس لغة انجليزية بالمرحلة الثانوية يقول بالتأكيد التجول في الاسواق التجارية يدفع الشخص للشراء خصوصاً اذا كانت تصاحبه عائلته ومشاهدة المعروضات تغري وتشجع وتدفع خصوصاً الاطفال للشراء فاذا شاهد الطفل او والدته شيئاً معروضاً جديداً وجميلاً ولو لم يكن بالضرورة في حاجة اليه فانهم يطالبون الوالد بالشراء، ومع الالحاح والرجاء والتوسل يضطر الوالد للشراء والدفع واحياناً يكون المبلغ اكبر من المتوقع ولكن لابد من الشراء في هذه الحالة وبكل تأكيد تتعرض الميزانية الاسرية للارتباك وربما هذا التسوق يدفع الاب الى ان يستلف من احد الاقارب والاصدقاء لتكملة بقية الشهر من راتب الشهر القادم لذلك يصبح هناك عجز في الميزانية من هنا تكمن المشكلة بسبب التسوق غير الضروري. رجل الاعمال عبداللطيف الجهني يؤكد ان التجول في الاسواق هو بالفعل يجعل المتسوق يشتري اشياء احياناً ليس لها اي داعٍ ولا يكتشف عدم فائدتها الا بعد رجوعه للمنزل. كذلك غالباً ما تكون المعروضات الجديدة اسعارها مرتفعة واي شخص لا يحدد هدفه اثناء دخوله السوق سوف يجد نفسه يشتري ما لا يحتاج اليه. لذلك وهذه نصيحة خصوصا لذوي الدخل المحدود بعدم الذهاب للسوق إلا لشراء شيء محدد وليس هناك من داعٍ لأخذ جميع افراد الاسرة لهذه المحلات لمجرد الترفيه عنهم لانهم حتماً سوف يشاهدون ما يروق لهم وبذلك يطالبون بشرائه وهنا يبدأ الخلل في الميزانية من خلال شراء اشياء لا حاجة لها ولم يكن مرتباً لها مسبقاً. مزنة فارع الحربي معلمة ابتدائية تقول: هذه القضية ربما يكون العنصر النسائي اكثر تأثراً وتفاعلاً بها. نحن نعترف معشر المدرسات أن نسبة كبيرة من رواتبنا الشهرية تتبخر في شراء حاجيات ليست ضرورية هو التسكع في الاسواق التجارية وكذلك المباهاة بين كل واحدة واخرى في انها اشترت اليوم شيئاً جديداً او نزل للاسواق لأول مرة وهذه العادة بصراحة ترهق الميزانية الشهرية والمرأة تصرف اكثر لانها في الأخير لا تتحمل المصروفات المنزلية التي يقوم بها الزوج او الاب لذلك من تريد ان توفر شيئاً من راتبها الشهري او تضع ميزانية جيدة لها فالأفضل لها عدم الذهاب للتسوق الا لشراء أشياء محددة والخروج من السوق بعد شرائها ولا داعي للتفرج على المحلات الاخرى. الأستاذ غازي نفاع الحربي موظف متقاعد يرى انه ولمحدودية المتنزهات في المدينةالمنورة فان الكثير من الاسر السعودية والمقيمة تحاول غالباً اعطاء نفسها شيئاً من الفسحة من خلال الذهاب الى الاسواق التجارية لتزجية الوقت خصوصاً في آخر الاسبوع ومع ظاهرة انتشار المطاعم في هذه الاسواق تذهب الاسرة بكاملها لتناول الطعام وخاصة العشاء في هذه المطاعم وقبل دخولها اليها يقومون بالتجول في الاسواق وخلاله تقع اعينهم على معروضات جديدة تشدهم مما يجعلهم يطالبون الاب بشرائها ولأن الوقت كان للتجول والفسحة فالاب لا يريد ان يعكر مزاج الاولاد برفض الطلب ويشتري لهم ما ارادوا ولكن هذا الامر المفاجئ قد ساهم في بعثرة الراتب وادخل الوالد في عالم السلفيات بسبب التسوق الذي ليس له داعٍ. المواطن سعد المدني ينصح كل اسرة بعدم الذهاب للاسواق لمجرد الفرجة وتمضية الوقت لان هذه الفسحة في الاسواق سوف تدفع الى شراء مستلزمات غير ضرورية وهذا بالتأكيد سوف يؤثر على ميزانية الشهر خصوصاً للمواطن ذي الدخل المحدود الذي تكون مصروفاته في حدود الراتب اصلاً ، اما من لديه سيولة زائدة فليس لديه مشكلة في التسوق ولكن التسوق غير الضروري هو الذي يربك الاسر المتوسطة مما يجعلها تشتري اغراضاً ومستلزمات غير ضرورية على حساب بقية ايام الشهر وعلى حساب اشياء ضرورية ايضا لذلك فان التسوق يعتبر ضغطاً على ميزانية الاسرة والافضل عدم التجول الا للتسوق الفعلي وتحديد نوعية المشتريات مسبقاً. الاستاذ علي عبدالفضيل يقول: بالتأكيد التجول في الاسواق لابد ان ينتج عنه شراء أشياء ليست ضرورية على حساب المصروفات المعروفة كل شهر لذلك فان هذه الطريقة ستكون على حساب ميزانية الاسرة أما أن تلغي بعض الالتزامات او تستدين او تدخل في عالم الاقتراض من البنوك من أوسع الابواب ثم بعد ذلك يصبح في عالم المديونين الذين تطاردهم الديون لعدة سنوات والاقتطاع من الراتب الأساسي الذي كان بالكاد يسير الامور وبسبب هذا التسوق الذي ليس ضروريّاً يتحول رب الاسرة إلى عالم القلق إذا هي نصيحة مجرب للابتعاد عن الاسواق قدر المستطاع وعدم الذهاب لها إلا للتسوق المحدود وليس للفسحة التي تدفع لشراء ما ليس ضروريّاً. الأستاذ منور سالم سالم الحربي يرى ان من أكبر الأخطاء الذهاب للفسحة في الأسواق وهذه العادة بدأت تظهر في المجتمع السعودي مع الأسف وبعض العوائل يستغلون اجازة آخر الاسبوع لتمضية الوقت في التجول في الاسواق حتى الشباب يمارس ذلك مع الاسف علماً بأن هذه الاسواق للتبضع وشراء المستلزمات التي يرغب فيها الشخص وليس للفسحة وقضاء وقت الفراغ فهذا بالتأكيد لانه ضد الاقتصاد ويدخل في عالم الشراء بدون حاجة وهذا يؤثر على الراتب الشهري ومن الأفضل حتى من يذهب للسوق للشراء يجب عليه مغادرة المحلات التجارية بعد شرائه ما يريد لأن المكوث في السوق يضرُّ به ويدفعه للشراء وسوف يكون هذا على حساب مدخراته ومصروفه الشهري.