كان عضو شرف اتحادي قد اطلق قبل ثلاث سنوات تقريبا تصريحا وصف من خلاله حال الفريق الاتحادي الأول لكرة القدم بأنه (شاخ) وطالب بالإحلال التدريجي وتصعيد اللاعبين الشباب للفريق الأول والدمج بين لاعبي الخبرة والشباب بعد أن لاحظ قصورا واضحا من اللاعبين وعدم مجاراتهم للمنافسين خاصة وأن معدل أعمار اللاعبين قد تجاوز 30 عاما. وبعد هذا التصريح ثارت ثائرة الكثير من اللاعبين مدعومين بمداد كبير من الاعلام المحسوب على نادي الاتحاد بعد الاستماتة في الدفاع عن اللاعبين ورمي التهم جزافا تارة على الأجهزة الفنية وأخرى على الادارية وراح ضحيتها عدد كبير من المدربين الذين تعاقبوا الاشراف على تدريب الفريق وكذلك استقالة جميع رؤساء النادي الذين تعاقبوا على ادارته بعد رحيل رئيسه السابق منصور البلوي ولم يستطع أي رئيس الاستمرار في رئاسة نادي الاتحاد لأكثر من عام، فهل يعقل أن يكون الخلل اداريا وفنيا خلال هذه السنوات ؟ والمصيبة الكبرى أن كثيرا من الجماهير الاتحادية اندفعت خلف الاعلام المدافع عن اللاعبين وكانت عونا على تدهور حال الفريق الاتحادي بعد أن كان في مقدمة فرق القارة الآسيوية. خسارة مذلة تعرض الفريق الاتحادي لضربة موجعة قد تكون أكثر ايلاما خلال ال20 عاما الماضية بعد الخسارة الموجعة التي تلقاها من منافسه التقليدي الأهلي مساء الأربعاء الماضي ليودع معها البطولة الآسيوية في المواجهة التي جمعت الفريقين على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة ضمن منافسات اياب الدور نصف نهائي البطولة الآسيوية بنتيجة 2/0 ولم يشفع له الفوز الذي حققه في لقاء الذهاب بنتيجة 1/0 ليطير الأهلي ببطاقة التأهل ويعود الاتحاد في دوامة المشاكل التي لا يكاد يخرج من مشكلة حتى يقع في الأخرى والضحية جماهيره. جاءت هذه الخسارة والخروج المرير ليواصل معه الفريق اخفاقاته المتكررة وابتعاده عن منصات التتويج لفترة لم يعتد عليها جمهور الاتحاد وكانت نتيجة أخطاء مشتركة بين الأجهزة الادارية والفنية واللاعبين. أخطاء ادارية ساهمت في خروج العميد فمن الاخطاء الادارية ما كان خلال فترة الاستعداد قبل انطلاق الموسم وما كان منها خلال فترة التحضير لمباراة الأهلي وما صاحبها من أحداث لم تحسن الادارة معالجتها مما ساهم في لخبطة أوراق الفريق قبل اللقاء المصيري الذي خسره الفريق. ففي فترة الاعداد والتحضير للموسم الرياضي الحالي والاستعداد لخوض غمار المنافسات المحلية والقارية تولت ادارة المهندس محمد فايز رئاسة نادي الاتحاد خلفا لإدارة اللواء محمد بن داخل الجهني وقد تعهد الفايز بعد استلام الرئاسة بحل جميع المشاكل التي تواجه النادي مدعوما بكثير من أعضاء الشرف ومنهم مجموعة المستقبل. احتياج وتعاقدات وطالما أن الفريق مقبل على مشاركات قوية كان يحتاج الى دعمه في جميع الخانات بلاعبين أجانب ومحليين وتم التعاقد مع الكاميروني امبامي في خانة المحور والتي يتواجد بها سعود كريري ومحمد ابو سبعان وتعاقدت مع اللاعب البرازيلي دي سوزا في صفقة اعلامية نالت من خلالها شهرة كبيرة لكنها دخلت معها في مشكلة كبيرة ساهمت في خروج الفريق الاتحادي من البطولة الآسيوية كما تعاقدت مع اللاعب أنس الشربيني والذي لم يقدم المستوى الذي يشقع له بالبقاء ولم يكن ضالة الفريق في حين كان الاتحاد يعاني هجوميا بتواجد المهاجم نايف هزازي وحيدا في خط المقدمة فيما شكلت اصابة اللاعب فوزي عبد الغني ضربة موجعة للاتحادين قبل انطلاق دور الثمانية بالبطولة الآسيوية. مشاكل لم تنجح في حلها ومع اللاعبين المحليين دخلت ادارة النادي في معضلة كبيرة بعد أن فشلت في حل المشكلة القائمة بين المدرب واللاعب احمد بو عبيد والذي لم يستفد الفريق من خدماته منذ قدومه في حين غادر اللاعب عبده عطيف رغم حاجة الفريق له وكانت الطامة الكبرى رحيل اللاعب حسني عبد ربه الذي كان الأبرز في خط وسط الاتحاد خلال الفترة التي مثل الفريق فيها. وجاءت مباراة الأهلي الأخيرة لتكشف حال مقاعد البدلاء في الفريق بعد أن عجز المدرب راؤول كانيدا عن اجراء التبديل نظرا لضعف خط الاحتياط كما أوضحه المدرب في المؤتمر الصحفي الذي اعقب اللقاء مشيرا الى أنه لم يجر أي تبديل في المباراة لأن اللاعبين الأساسيين هم الأفضل في الملعب. الادارة تتفرغ للبيانات وهناك أخطاء ادارية ارتكبتها ادارة الفايز في فترة مباراتي الذهاب والرد وبدايتها كانت بتقسيم المدرجات وما صاحبها من احداث وبيانات وكان حري بإدارة النادي الموافقة على التقسيم خاصة أن جماهير الاتحاد معروفة بقوة تأثرها خلال مواجهات الديربي وسيكون مؤازرتها في المواجهتين بعد أن اقتصر التواجد الجماهيري خلال مباراة الذهاب التي لم تكن كافية لتجاوز عقبة المنافس الأهلي وتناست الادارة الاتحادية أو تجاهلت التحضيرات النفسية والتهيئة قبل المواجهة الهامة. كانيدا يعاقب الاتحاد بمباركة الادارة ارتكبت ادارة محمد فايز خطأً كبيرا وهي تأخذ موقف المتفرج من القضية التي اثارها المحترف البرازيلي دي سوزا قبل مواجهة الرد والعقوبة التي اتخذها مدرب الفريق كانيدا باستبعاد اللاعب من تشكيلة الفريق في لقاء الاياب وبذلك يكون قد عاقب النادي وليس اللاعب، وكان بالإمكان أفضل مما كان والجلوس مع اللاعب ودفع مستحقاته المالية أو جزءا منها واحتواء هذه المشكلة التي ساهمت في هذه الخسارة الموجعة الديون تهدد مسيرة العميد هناك أنباء غير جيدة تنذر بتدهور حال الفريق الاتحادي خاصة فيما يتعلق بالمديونيات ومستحقات اللاعبين وتجديد عقودهم وحاليا سيمثل انتهاء عقود اللاعبين اسامة المولد ونايف هزازي عقبة كبيرة لإدارة محمد فايز الذي يحتاج معها الى مبالغ كبيرة تضخ في خزينة النادي خلاف المستحقات المالية التي يطالب بها اللاعبين في مقدمات العقود والتي استحقت الدفع من فترات طويلة الى جانب هاجس الديون المتراكمة على النادي وقد تصل في مجملها الى 60 مليون ريال وهذا ينبئ بكارثة كبيرة ستعجل برحيل الادارة الحالية في حال بقاء الوضع كما هو عليه حاليا دون تدخل مباشر من كبار أعضاء شرف نادي الاتحاد. كانيدا يدمر الاتحاد اذا كانت الأجهزة الادارية تتحمل جزءا من اخفاقات الفريق فالجهاز الفني بقيادة المدرب الاسباني راؤول كانيدا يتحمل هو الآخر جزءا من عملية الاخفاق وظهور الاتحاد بهذا المستوى الهزيل فمنذ أن أشرف كانيدا على الفريق وهو يلعب بطريقة لم تكن مناسبة للفريق بعد أن أحاله الى فريق دفاعي بحت وقد ينجح في بعض المباريات لكنها لا تجدي في المواجهات الحاسمة أمام الفرق القوية وقد حذر كثير من النقاد من الاستمرار بهذا الأسلوب وهذه الطريقة لتأتي مباراة الأهلي لتكشف الحال الاتحادي على حقيقته وضعف خطوطه وفشل المدرب في قيادة الفريق عكس مدرب الأهلي ياروليم الذي لعب بطريقة ذكية نجح في السيطرة المطلقة على مجريات اللقاء وحول الفريق الاتحادي الى متفرج داخل الساحة الخضراء. اللاعبون والجود من الموجود اللاعبون لا يمكن تحميلهم فوق طاقتهم فهم أعطوا حسب امكانياتهم الفنية والعمرية ووضح ذلك خاصة في شوط المباراة الثاني الذي لم يعد للاعبي الاتحاد القدرة في مجاراة اللاعبين الشباب ولو قدر للمباراة أن تمتد لأشواط اضافية كانت ستكشف كثيرا من الأمور، فالاتحاد بحاجة الى دعم الفريق بالعناصر الشابة والتعاقد مع أجانب في الخانات التي يحتاجها الفريق خاصة في خط المقدمة وصناعة اللعب والحراسة. أعضاء الشرف غائبون كانت الاخفاقات الاتحادية والانكسارات وسط مشاهدة ومتابعة محبي عميد الأندية السعودية من أعضاء الشرف الذين واصلوا عزوفهم وابتعادهم عن النادي طوال السنوات الأربع الماضية دون تقديم الدعم المادي والمعنوي كما كان يحدث في السابق وهذا مؤشر خطير ساهم في تراكم الديون على النادي وينذر بمزيد من النكسات، والاتحاد بحاجة الى الاتحاد من كافة محبيه وعشاقه حتى يعود لمكانه الطبيعي منافسا قويا كواحد من أفضل الفرق المحلية والآسيوية.