شن المطرب اللبناني وليد توفيق هجوماً حاداً على الإعلام الغنائي المصري واصفاً إياه "بالإعلام الفاسد" الذي ظهر مؤخراً، وتغيرت معه الخريطة الإعلامية الفنية في مصر, وأشار توفيق إلى إصرار الإعلام على التعريف ببعض المطربين -الأشبه من وجهة نظره - بالمجرمين، في إشارة إلى المطربين اللبنانيين المغمورين، الذين لا يملكون الصوت ولا القبول، ويجدون في مصر من يرحّب بهم. وأعرب توفيق عن حزنه لتدني مستوى الأغنية في العالم العربي خلال السنوات الماضية؛ لاعتمادها على المظهر بغض النظر عن المحتوى الذي يتلقاه الجمهور العربي، مؤكداً أنه ضد الفن الهابط الذي لا يعبّر عن بيئتنا وثقافتنا العربية, مع التأكيد على وضع مصر باعتبارها قدوة لكل إنسان وفنان عربي، مشيراً إلى أن مصر هي هوليود الشرق، وأن الفنان الذي لن يحظى بالنجاح في مصر فنجاحه منقوص وغير مكتمل. وأشار إلى غنى مصر بالأصوات الجميلة؛ كأصوات عبد الحليم، وعبد الوهاب، وأم كلثوم، التي لعبت دوراً مهماً في الشعور بروعة النيل وجماله من خلال أصواتهم، فضلاً عن قيمة مصر العظيمة المتأصلة في قلب المواطن العربي عبر فنها المميز، الذي يمثل البيئة المصرية. وأبدى توفيق تفاؤلاً إزاء مستقبل الفن والإبداع في مصر، على العكس مما يردده البعض، مستبعداً قمعه في مصر، بعدما ثارت شائعات عن منع الفنانين من الإبداع، طالما كان الفن هادفاً وصاحب رسالة. وذكر أنه سجّل خلال الفترة الماضية العديد من الملاحظات؛ فيما يتعلق بمحاولة تقسيم العالم العربي، من خلال البرامج التي تدعو للتصويت لكل مطرب أو متسابق وفقًا لهويته وجنسيته. وقد تم مؤخراً تكريم المطرب اللبناني خلال حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية الدولي التاسع للأغنية على مسرح سيد درويش بدار أوبرا الإسكندرية, والذي شهد تكريم عدد من فناني مصر والعالم العربي، من بينهم المطرب الراحل "محمد نوح" والفنان "عبد اللطيف التلباني", و"ليلى مراد", والمطرب "مدحت صالح", بالإضافة إلى الموسيقار "عمار الشريعي". يذكر أن وليد توفيق هو مغني لبناني من أصل سوري ينحدر من عائلة توتونجي، لاقى استحساناً وقبولاً كبيرين في مصر، وقد شارك في العديد من الأفلام السينمائية الناجحة منها "سمك بلا حسك" مع دريد لحام, "قمر الليل" مع ليلى علوي, "أنا والعذاب وهواك" مع صابرين, "وداعا للعزوبية"، و"ساعي البريد"؛ إلا أن أكثرها نجاحاً، كان فيلم من يطفئ النار مع فريد شوقي وآثار الحكيم ورغدة وإخراج محمد سلمان المخرج صاحب الفضل في نجاح أغلب أفلام وليد توفيق السينمائية، وقد تطرق هذا الفيلم للحرب الأهلية، وغنى فيه أكثر أغنياته شهرة على الإطلاق "انزل يا جميل عالساحة"، التي تُعتبر الأغنية الأولى على مستوى أغاني الميلاد في تاريخ الأغنية العربية.