عدّ معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر عناية قيادة المملكة بالحرمين الشريفين من أولويات خطط التنمية، مشيرا إلى أن المملكة باتت الآن أكثر من أي وقت مضى قادرة بعون الله على مواجهة التحديات الاقتصادية بفضل الرؤية الرشيدة للقيادة وبفضل البرنامج الاستثماري الضخم الذي تبنته المملكة لدعم مفاصل الاقتصاد المحلي وتنويعه. وقال معاليه في مستهل محاضرة ألقاها في الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بعنوان "مستقبل الاقتصاد السعودي في ظل التنامي المضطرد للاقتصادات الناشئة" أن العناية بالأماكن المقدسة تصدرت أولويات خطط التنمية مجسدة ما استهدفته الدولة من تطوير للحرمين الشريفين بما يوفر لقاصديهما أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. وتناول معاليه بعض الملاحظات العامة على الاقتصاديات الناشئة، موضحاً أن السنوات العشر الأولى من الألفية الثالثة تعد بمثابة عقد رائع لتلك الاقتصادات حتى في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية وكان التوقع بأن تهيمن الاقتصادات الناشئة على ساحة الاقتصاد العالمي. وأوضح أنه في السنة الماضية تراجعت بعض أكبر تلك الاقتصادات ومعدلات نموها إلى النصف وما دونه فيما يتحدث بعض المحللين اليوم عن استمرار تباطؤ النمو في تلك الدول. ورأى وزير الاقتصاد والتخطيط أن هذه التوقعات لن تكون صحيحة وأن الاقتصادات الناشئة ومنها اقتصاد المملكة ستحافظ على مكانتها اللائقة، مدللاً على ذلك بقائمة الدول العشرين التي تضم المملكة لمعرفة الدور المحوري الذي تقوم به اقتصادياً. وعبّر الدكتور الجاسر عن قلقه حيال مشكلة التستر في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة مبيناً أن القاعدة الاقتصادية أصبحت أكثر تنوعاً ويتجلى أحد مؤشراتها في نسبة إسهام القطاع غير النفطي في الناتج الإجمالي المحلي التي ارتفعت من 48.5% عام 1970م إلى 72.5% في العام الماضي 2011م برغم الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط عام 2011م.