يتخلل فترة المراهقة العديد من المشكلات مع الآباء إما بسبب قرارات مصيرية، أو حتى بسبب أمور تافهة كنوع الطعام أو كيفيته أو غيرها من مشكلات الحياة اليومية، ووقتها يشعر بعض المراهقين أن والديهم عصبيون ولا يمكن التفاهم أو التعامل معهم، وهذا التفكير يقود إلى الكثير من الخلافات، كما أنه من الممكن أن تنعكس المشاجرات على الأبناء صحياً، فيشعرون بآلام في المعدة أو الأرق كما يرغبون في عدم الذهاب إلى المدرسة، لذا ينصح الأخصائيون النفسيون بعدة نصائح للتقليل من حدة هذه المشاجرات. ينصح الخبراء بضرورة أخذ الأمور ببساطة وهدوء وتحليل الأمور بمنظور منطقي وعدم ترك المشاعر تتحكم في المواقف مع محاولة اللجوء إلى التفكير بالعقل حتى يجد المراهق نفسه يبدأ في الهدوء، أو يمكن اللجوء إلى أسلوب آخر للحصول على تفكير سليم حيث أخذ نفساً عميقاً،والعد ببطء من رقم 1 إلى 10 ثم تسأل نفسك كيف كنت تشعر ولماذا وما الحل؟ كما يجب أيضاً التفكير في الوالدين بطريقة إيجابية وحاول أن تتذكر الأفعال الجميلة لوالديك وما كانا يقومان به لجعلك سعيداً، وحاول دائماً أن تنظر للأمور بإيجابية. وفي حالة غضب أحد والديك بسبب حصولك على درجات سيئة أو إزعاجهم من صداقتك لأشخاص يرونهم سيئي الطباع، فيجب احترام وجهة نظرهم وعدم الشعور بالإحباط ومحاولة التفكير بطريقة حكيمة في كيفية التعامل مع هذا الموقف. يجب التذكر دائماً أن الشجار لن يحل المشكلة كما أنه سيزيد من تعقيد الأمور ولا يجلب إلا المزيد من المشاكل، وستجد نفسك تدور في حلقة مفقودة، كما يجب مراعاة ظروف والديك فعليك أن تشعر بالضغوطات اليومية التي يتعرض لها والداك، فقد تكون الحياة صعبة وقد يمران بظروف عمل صعبة، حاول دائماً أن تراعي هذه الناحية وقد تدفعهم في بعض الأحيان أن يتصرفوا بعصبية. كما يجب محاولة التحدث بطريقة هادئة مع الوالدين وشرح سبب حزنك أو غضبك ولكن بطريقة راقية بدون تعصب، واطلب منهم مساعدتك على إيجاد حل، فإظهار المشاعر هو أفضل طريقة لتجنب الخلافات فيما بعد. ومن ناحية أخرى يجب على الوالدين فهْم ابنهم أو ابنتهم المراهقة والسعي إلى إرضائهم ومصادقتهم، حيث تبين من دراسات أجريت مؤخراً عن علاقة الآباء بالمراهقات من الأبناء أن المراهقة تحجم عن السلوكيات السلبية، خاصة فيما يتعلق بالجنس والعلاقات العاطفية، إذا ما نالت ما تستحق من اهتمام الأب. فمعرفة الأب بأصدقاء ابنته المراهقة وبنوعية الأنشطة التي تشغل اهتمامها، وكذلك متابعته لتقدمها في الدراسة وإلمامه بالمشكلات النفسية التي تواجهها، تحميها من الكثير من الأمور التي تهدد مستقبلها. كما أن مساعي الأب لسد حاجات ابنته النفسية والعاطفية قبل المادية سوف تقلّص فرص انحرافها إلى الخطأ، ووقوفه إلى جانبها يدعمها ويعزز قدراتها على مواجهة الأزمات. كما تبين الدراسات أن المراهقة تستطيع اتخاذ قرارات سليمة وتتجاوز أدق المشكلات إذا ما اتسمت علاقتها بوالدها بالقوة والمتانة، وكما أنها تتعلم العنف في التعامل إذا ما كانت القسوة من طباع الوالد، فهي أيضاً تنقل إلى أبنائها طيب الخلق والهدوء والرقة إذا ما تربت في بيت يحترم العلاقات الإنسانية ويمنح كل عضو من أعضاء الأسرة قدره المناسب.