استمرارا لمسلسل فشل اكتتابات شركات الإنترنت الضخمة, هوت أسهم فيسبوك بنسبة حادة منذ إدراجها وذلك بعد أن خسر السهم نحو نصف قيمته, ولم يشفع له الطلبُ الكبير على الطرح الأولي الأشهر في العالم، والذي قيّم شركة التواصل الاجتماعي فوق 100 مليار دولار، وهي أعلى قيمة على الإطلاق تُعطى لاكتتاب أولي. تم بيع سهم فيسبوك ب38 دولارا، وهو الحد الأعلى من نطاق السعر، رغم أن التقييم الأولي للشركة كان بين 28 و35 دولاراً، ثم أُدرجت أسهم الشركة في 18 مايو الماضي ولكن حركة السهم بعد الإدراج لم تعكس أبدا نجاحَ الطرح الأولي، حيث كسب 0.6%، فقط في أول يوم ليأخذ اتجاها نزوليا منذ ذلك الحين إلى أن وصل السعر إلى 18 دولارا، أي خسر نحو نصف قيمته. وفي ظل المسار الحالي لأسهم فسيبوك تبرز مقارنة أسهم شبكة التواصل الاجتماعي الأضخم في العالم مع طروحات أخرى ضخمة في عالم الإنترنت. بينما برهن محرك البحث الأشهر "جوجل" الذي جمع عام 2004، نحو 1.9 مليار دولار على أنه الأنجح على الإطلاق مع تضاعف السهم بأكثر من ثمانية مرات منذ الإدراج. ثالث الاكتتابات خاص ب "جينويتي" وهو بحجم غوغل طُرح عام 2000، إلا أن الشركة أفلست واشترتها شركة أخرى بعد ثلاث سنوات من إدراجها. أما رابع أكبر اكتتاب في عالم الإنترنت فيعود إلى "زينجا" مطورة ألعاب على الإنترنت مثل فارمافي، حيث جمع اكتتابُها في ديسمبر الماضي مليار دولار بطرحها 100 مليون سهم على سعر 10 دولار، أما اليوم فالسهم يُتداول عند أقل من 3 دولارات، وبالتالي فقدَ أكثر من 70% من قيمته. وهناك وضع مأساوي أيضا لسهم "جروبون" لخدمات الصفقات التي طُرحت قبل شهر من زينجا على سعر 20 دولار، واليوم سعر السهم أقل من 5 دولارات. وبعد "جروبون" تأتي شركات "فوناج" للاتصالات و"وورلد وايد أوربيتز" لخدمات السفر التي طُرحت قبل أكثر من 4 أعوام، ولكن خسائر أسهم الشركتين تفوق 80%، منذ الإدراج. وهناك شركات "كمبوزيرف" و"سافيز كوميونيكشنز" التي شُطبت أسهمُها بعد أن تم شراء الشركتين. وفي المرتبة العاشرة تأتي شبكة الخِبْرات المهنية "لينكد إن" التي جمعت قبل عام 406 مليون دولار، وارتفع سهمها بأكثر من 100% في أول يوم إدراج، وما تزال الشركة محافِظةً على الأداء القوي بمكاسب تتجاوز 150% بالمقارنة مع سعر الاكتتاب.