تواصل وزارة الصحة استعداداتها المكثفة لاستضافة وتنظيم فعاليات المؤتمر الدولي لأنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية في العالم العربي والشرق الأوسط، الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ويعقد في الرياض خلال الفترة من 23 إلى 25 من شوال القادم، ويأتي هذا المؤتمر بناءً على أبعاد وبيانات حديثة توضح أن مشكلة الأمراض غير السارية في الشرق الأوسط تتسم بأبعاد جديدة يمثل فيها سوء التغذية مشكلة كبيرة في بعض البلدان، بالرغم من السمنة وما تمثله من خطر صحي. وتنقسم الأمراض غير السارية أو المزمنة والتي تدوم لفترات طويلة وتتطوّر ببطء في أغلب الأحيان إلى أربعة أنواع رئيسية هي الأمراض القلبية الوعائية (مثل النوبات القلبية أو السكتة الدماغية)، والسرطان، والأمراض التنفسية المزمنة (مثل مرض الرئة الانسدادي المزمن والربو)، والسكري، ومن الحقائق المعروفة عن الأمراض المزمنة أنها تأتي في مقدمة أهم أسباب الوفاة في العالم، حيث تقف وراء حدوث أكثر من 60% من مجموع الوفيات السنوية، وتحدث 80% منها في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، كما يحدث ربع الوفيات فيها بين أشخاص دون الستين وهي تصيب النساء والرجال بشكل متكافئ تقريباً، ويعد التبغ وتعاطي الكحول وتدني النظام الغذائي والخمول البدني عوامل خطر رئيسية ترتبط ارتباط وثيق بالأمراض غير السارية. كما تسعى الإستراتيجية العالمية بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز الصحة وحمايتها بتمكين المجتمعات المحلية من خفض معدلات المرض والوفاة المرتبطة بالنُظم الغذائية غير الصحية والخمول البدني، كما توضح الإستراتيجية العالمية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية التدابير التي يجب اتخاذها للحد من تعاطي الكحول وتحديد مجالات العمل الأولية لحماية الناس من تعاطي الكحول على نحو ضار. ويهدف هذا المؤتمر الذي تشارك به العديد من الجهات الحكومية والجمعيات العلمية إلى تعزيز الوعي بالدور الأساسي للحكومات ومسؤوليتها في التصدي للارتفاع المتزايد في حجم الأمراض غير السارية وآثارها الخطيرة على الصحة العامة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي والشرق الأوسط، وبناء الإستراتيجيات الإقليمية والهياكل والأدوات اللازمة لتحقيق الالتزام السياسي، وذلك كما ورد في الإعلان السياسي لاجتماع الجمعية العامة رفيع المستوى المعني بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها والذي أقره رؤساء الدول والحكومات وممثلوها في عام 2011، وأن يكون بمثابة منتدى دولي وإقليمي للتأكيد على تحقيق أهداف الحكومات على أفضل وجه عندما تقوم جميع القطاعات بإدراج الصحة باعتبارها مكوناً أساسياً عند إعداد السياسات. ومن أبرز المحاور المطروحة على طاولة النقاش خلال المؤتمر: - استعراض أحدث البيانات المتعلقة بحجم الأمراض غير السارية وتأثيرها على المرامي والإستراتيجيات الوطنية المتعلقة بالصحة العمومية وعلى التنمية الاجتماعية الاقتصادية. - صياغة خطة تفصيلية للعمل في العالم العربي والشرق الأوسط بناءً على استعراض الوضع الراهن للقدرات الإقليمية والوطنية؛ بغية وضع وتطوير الأهداف والمؤشرات الوطنية المتعلقة بالوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها. - عرض الإستراتيجيات والأدوات والأهداف التي حظيت بالمصادقة عليها عالمياً، ومجموعة أساسية من التدخلات الفعالة العالية المردودية التي يمكن لبلدان الإقليم أخذها في الحسبان لتعزيز الخطط والسياسات الوطنية المتعلقة بالترصُّد والوقاية، وبتحسين الرعاية الصحية للأمراض غير السارية. - تنفيذ مجموعة أساسية من التدخلات المتعلقة بالأمراض غير السارية. - تقوية التعاون الدولي والإقليمي في مجال الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها لتهيئة بيئة مواتية في العالم العربي والشرق الأوسط من أجل تيسير أنماط الحياة والخيارات الصحية، وتقوية القدرات الوطنية في جميع الجوانب المرتبطة بالوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها.