ما ان يقترب موعد صلاة المغرب حتى يكون الشيخ (سعيد بن صالح العمودي) مؤذن مسجد العروة الوثقى بشرق جدة حي المساعد بقويزة، يكون قد اخذ ترتيباته الكاملة في اعداد سفرة افطار رمضانية لحوالى 150 شخصاً معظمهم من الاخوة العمال الوافدين. تعاون كبير اهل الخير يتبرعون بالمال واحيانا ببعض الطعام والشيخ العمودي يتولى استقبال ذلك بإشراف امام المسجد الشيخ (مستور السلمي) الذي يبذل هو الآخر جهودا مباركة في متابعة برنامج مشروع صائم، وتذليل الصعاب امامه، ثم في لحظات قبيل صلاة المغرب يبدأ توافد الصائمين على الساحة الامامية (الغربية) للجامع بعد ان يتم اعداد المباسط والمفارش، ثم يبدأ العمل في وضع وتوزيع الاطعمة على المتحلقين على المفارش واحدا بعد الآخر. تكافل ومحبة وخلال جلسة لنا مع عدد من الصائمين من عدد من البلدان قالوا انهم سعداء جدا بهذا الجو الايماني البديع الذي يوفره لهم مناخ رمضان المعظم، وان ما يجدونه في المملكة - هذه البلاد الطيبة المباركة- لهو شيء يعجز اللسان عن وصفه، من حيث التكافل الاجتماعي، والتآخي، والحب في الله، والبذل من أجله سبحانه وتعالى، ثم بتلك المشاعر الجياشة في التعاطف مع كل الاجناس التي تعيش على أرض المملكة، ولا يجسد هذه المشاعر ويبرزها في صورتها الواضحة سوى شهر رمضان المبارك. صورة بهية وبالفعل فقد بدأت السفرة الرمضانية من بعد في ساحة جامع العروة الوثقى دليلاً عملياً على التعاطف الإسلامي لمجتمعنا، وصورة ناصعة للعطاء والاحسان، وهي كذلك مشهد رمضاني بديع، وأحد الصور الرمضانية التي تعلق في ذاكرة الناس وخصوصاً صغار السن، فتؤسس في أعماقهم درساً تربوياً عميقاً في الحرص على اقامة هذه الصور الرمضانية الايمانية التقليدية في قادم الايام.