يرجع تاريخ الخيام الرمضانية التي تقدم إفطاراً مجانياً إلى زمن العصور الإسلامية السابقة كالعصر الأموي والعباسي والفاطمي والمملوكي، حيث حرص الحكام على إطعام رعاياهم خلال شهر رمضان وتعد في عصرنا الحديث مظهراً من مظاهر البر والتكافل الاجتماعي الذي يرتبط بشهر رمضان، ويتسابق به الجميع من أهل الخير والجود لإقامتها طوال الشهر وتزويدها بأطيب الأطعمة والمشروبات الكفيلة بإفطار الصائمين، لتشكل صورة حية عن قيم التراحم والتكافل بين أبناء المسلمين. واعتبر المواطن "محمد الشهراني" المخيمات الرمضانية هبة من المحسنين لمساعدة العمال البسطاء الذين يشق عليهم توفير الطعام، وقال:"إنها فرصة سانحة للحد من المصروفات التي يدفعها شهرياً على الطعام، كما أنها تأتي في إطار تفعيل عمل الجمعيات الخيرية"، مشيراً إلى أنه يوجد الكثير من المواطنين الذين يعملون على خدمة هؤلاء المحتاجين سواء في توفير الطعام والمياه والحث على الصلاة وتوزيع الكتب الإيمانية لشرح فضائل شهر رمضان. ويقول الشيخ سعيد الخزيم إمام أحد المساجد انه تم التعاقد مع عدد من المطاعم والمطابخ الشعبية لتوريد مأكولات الإفطار التي تقام داخل خيام مكيفة وأخرى داخل المساجد، والحرص في الوقت ذاته على أخذ فوائض الطعام من الموائد وإعادة تغليفها وجمع الفائض منها من أجل إعادة توزيعها على الفقراء والمحتاجين. وأوضح مدير الشئون الإسلامية في عسير "د.عبد الله الحميد" أن هناك الكثير من المشاريع المتمثلة في توزيع السلال الغذائية، إضافة إلى توزيع المساعدات النقدية للأسر المحتاجة، حيث تقوم بعض الجمعيات الخيرية بإفطار تلك الأسر داخل بيوتها على مدار رمضان حرصا منها على تعميق مفهوم الجسد الواحد ومراعاة لخصوصية هذه الأسر، مشيراً إلى أن المديرية قامت بالإشراف التام على هذه المشروعات وتحديد مايلزمها وإقامتها بأماكن التجمعات حيث أن غالبية المستفيدين منها هم من العمالة الوافدة والضعفاء والمساكين وعابري السبيل ومحبي الخير. وقال:" إن معظم المساجد تكتفي بعمل إفطار جماعي لأهالي الحي كل على حسب جوده ويكون معروفاً بالإفطار الجماعي ويرسل الفائض للمحتاجين والجمعيات الخيرية". من جانبه أوضح أحد المتطوعين أن الخيام الرمضانية التي تحفل بها جميع مناطق المملكة لا يقتصر خيرها على المحتاجين فقط، بل يمتد ليوطد العلاقات الاجتماعية التي بدأت تضعف بفعل متطلبات الحياة العصرية، إلى جانب أن خيام الإفطار من العادات الطيبة التي دأب عليها الأخوة المسلمون لتناول الطعام في جو يسوده الحب والإخاء.