قال مستشار رفيع في السياسة الخارجية للرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما ان اوباما لم يتخذ بعد قرارا بشأن كيفية محاكمة المعتقلين في معسكر خليج جوانتانامو لكنه مازال ملتزما باغلاق السجن وذلك في حين حثت جماعات لحقوق الإنسان على التحرك السريع لهذه الغاية. وحثت خمس جماعات لحقوق الإنسان الحكومات الأوروبية على استقبال سجناء جوانتانامو الذين لا يمكن ارسالهم الى بلادهم خشية تعرضهم للاضطهاد بينما دعت جماعة سادسة الرئيس الامريكي المنتخب اوباما الى توقيع أمر بإغلاق معسكر السجناء يوم توليه منصبه. وتهدف الجهود العالمية الى الضغط على اوباما ليفي بوعده اثناء حملته الانتخابية باغلاق معسكر اعتقال جوانتانامو وايقاف المحاكم الخاصة التي تحاكم متهمين اجانب مشتبه بهم خارج نظام المحاكم العادية. وقال اتحاد الحريات المدنية الامريكية في اعلان على صفحة كاملة في صحيفة نيويورك تايمز "الرئيس المنتخب اوباما يمكنكم بجرة قلم رئاستكم في اليوم الأول من توليكم الحكم ضمان ان تكون حكومتنا وفية للدستور وللمبادئ التي قامت عليها امريكا." واضاف قوله "أعد إلينا أمريكا التي نؤمن بها." وقال دنيس ماكدونو كبير مستشاري اوباما للسياسة الخارجية ان اوباما يتفق مع الرأي القائل بانه يجب اغلاق سجن جوانتانامو لكن لم يتخذ بعد قرار بشان كيفية المضي قدما في هذا الشأن. واضاف قوله "الرئيس المنتخب اوباما ظل طوال رحلته يقول ان الاطار القانوني لجوانتانامو فشل في ان يحاكم بسرعة ونجاح الارهابيين وانه يتفق مع الاعتقاد العام للحزبين بانه يجب اغلاق جوانتانامو." وقال ماكدونو "لا صحة على الاطلاق لأنباء بان قرار اتخذ بشأن كيفية محاكمة المعتقلين وأين يحاكمون وانه لم يتم بعد الاتفاق على آلية لاتخاذ ذلك القرار حتى يتم تجميع فرقه القومية للأمن والشؤون القانونية." وينظر على نطاق واسع الى معسكر الاعتقال في القاعدة البحرية الامريكية في خليج جوانتانامو بكوبا بوصفة وصمة في سجل امريكا لحقوق الانسان. وكان يضم المعسكر اكثر من 750 اسيرا من شتى انحاء العالم منذ افتتاحه في عام 2002 اعتقل كثير منهم في مداهمات الى تم تسليمهم مقابل مكافآت خلال جهود الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم القاعدة والجماعات المتصلة بها بعد هجمات 11 من سبتمبر عام 2001 بطائرات مخطوفة. ومازال نحو 255 رجلا محتجزين في جوانتانامو منهم 50 برأت الولاياتالمتحدة ساحتهم لكنها لا تستطيع إعادتهم الى اوطانهم خشية ان يتعرضوا للتعذيب او الاضطهاد في بلادهم. وفي برلين اطلقت خمس جماعات حقوقية دولية دعوة مشتركة الى الحكومات الاوروبية للمساعدة على اغلاق جوانتانامو بمنح اعادة التوطين الانسانية والحماية الى اولئك الاسري الخمسين الذين ينتمون الى دول من بينها الصين وليبيا وروسيا وتونس واوزبكستان. واصدرت الجماعات الخمس دعوتها في بيان مشترك بعد اجتماع مغلق استمر يومين في برلين. وكان المستشار القانوني ومسؤولون كبار آخرون لوزارة الخارجية الامريكية قاموا برحلات في انحاء اوروبا وشمال افريقيا واماكن اخرى لاقناع تلك البلدان بقبول مواطنيها من سجناء جوانتانامو. وقد انكرت بعض الحكومات ان سجناء جوانتانامو من مواطنيها في الواقع بينما رفضت حكومات اخرى الموافقة على طلبات الولاياتالمتحدة سجن العائدين من جوانتانامو او مراقبتهم. وكان الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما قد زار يوم الاثنين البيت الابيض ليجتمع لاول مرة بعد انتخابه بالرئيس جورج بوش في لحظة بالغة الرمزية في الانتقال التاريخي للسلطة في واشنطن. وصافح بوش وزوجته لورا اوباما وزوجته ميشيل ورحبا بهما وقد ارتسمت الابتسامات على وجهيهما بعد نزول اوباما وزوجته من سيارة ليبدآ جولة في المنزل الذي سيغدو مقرهما بعد اداء اليمين الدستورية يوم 20 من يناير كانون الثاني. واجتمع الرجلان في المكتب البيضاوي أكثر من ساعة في مباحثات من المتوقع أنها تركزت على الازمة المالية العالمية وحربي العراق وافغانستان والتحديات التي سيتركها بوش لخليفته الديمقراطي. وهذه هي اول مقابلة وجها لوجه بين الرجلين في زيارة مفعمة بالرمزية بعد الفوز المدوي لاوباما على خصمه الجمهوري جون مكين في انتخابات يوم الثلاثاء الماضي ليصبح أول رئيس امريكي اسود. ودأب اوباما (47 عاما) على مهاجمة "السياسات الفاشلة" لبوش في غمار حملته الانتخابية وقال ذات مرة انه يتعين على بوش ان يجيب على الكثير من الاسئلة بعد ثمانية اعوام قضاها في المنصب. وحقق اوباما انتصارا كبيرا في الانتخابات مستندا في حملته الانتخابية على شعار التغيير وبخاصة تغيير نهج الرئيس الامريكي الجمهوري الذي لم يحظ بتأييد شعبي في معالجة القضايا الاقتصادية والسياسة الخارجية. ويقول مساعدون لاوباما انه من المرجح بعد توليه المنصب ان يتحرك سريعا لابطال اوامر تنفيذية اصدرها بوش تقيد البحث في مجال خلايا المنشأ وان يوسع التنقيب عن الغاز والنفط في بعض المناطق. ورغم ذلك لم تظهر أي اشارة صريحة على توتر عند نزول اوباما وزوجته من السيارة عند الرواق الجنوبي في البيت الابيض. وقبل ذلك احتفى بهما جمع من الناس راقبوا موكبهما اثناء مروره في العاصمة. والقت لورا بوش تحيتها قائلة "صباح الخير" رغم ان الوقت كان قد تجاوز الظهيرة. وسار بوش واوباما وسط اعمدة البيت الابيض جنبا الى جنب يتبادلان اطراف الحديث بشكل ودي. ووقفا لفترة وجيزة ولوحا للكاميرات لكنهما لم يتحدثا الى الصحفيين. ثم صحب بوش أوباما إلى المكتب البيضاوي. وفي الوقت الذي اجتمع فيه الرجلان صحبت لورا بوش ميشيل اوباما إلى داخل مقر الاقامة في البيت الابيض للقيام بجولة داخل ما سيصبح قريبا منزل أسرة اوباما. وفي نهاية زيارة دامت ساعتين لم يقل بوش وأوباما شيئا للصحفيين ولزم المعسكران الصمت. واكتفت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض بقولها ان قضايا محلية ودولية نوقشت وان بوش "تعهد ثانية بانتقال سلس للسلطة." وقالت استيفاني كاتر المتحدثة باسم اوباما ان الزعيمين اتفقا على ضرورة التعاون في أمر انتقال السلطة "في ضوء التحديات الاقتصادية والامنية الكثيرة التي تواجهها الأمة." وفي وقت لاحق حطت طائرة اوباما على مدرج المطار في واشنطن قبل اقلاعها نحو شيكاجو. ويقوم الرئيس المنتخب عادة بزيارة الى البيت الابيض في الفترة بين انتخابه وتنصيبه لكنه عادة يتمهل فترة اطول مما فعل اوباما.