جاء اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013 م ليحرك قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها شوقاً وعاطفة تجاه الأرض الطاهرة التي استقبلت خير البشر في هجرته المباركة التي تعد أعظم الأحداث أثراً في التاريخ الاسلامي بل وفي تاريخ العالم كله، ورغم أن المناسبة عظيمة وتعد من أجمل المواقف التي تمثل واجهة هذه المدينة العظيمة والشريفة إلا أن الشعار الذي أطلقته اللجنة العليا لمناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية والذي يتضمن خارطة العالم الاسلامي بديلاً للقبة الخضراء في الشعار السابق أثار العديد من الجدل في المنابر الإعلامية حتى رأت اللجنة العليا لمناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية أن تحسم تلك السجالات ببيان أوضحت فيه رأيها القاطع تجاه كافة الآراء التي أثيرت حول هذا الموضوع. العديد من الآراء تشجب الحذف العديد من الآراء عبرت عن تبرمها من هذا الحذف الذي طال شعار المناسبة حيث قال الدكتور زيد علي الفضيل في صحيفة المدينة في عددها الصادر بتاريخ يوم 10 رجب إقرار اللجنة المكلفة باختيار خارطة العالم الإسلامي بديلاً للقبة الخضراء، كشعار للمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، قد أثار الكثير من الشجن والحزن في نفوس الكثرة الكاثرة من محبي المدينة وعاشقيها على ساكنها وآله أفضل الصلوات وأتم التسليم. ذلك أن القبة الخضراء التي باتت رمزًا خالدًا للمسجد النبوي بما يمثله من قيمة روحية كبرى، وما يعكسه من أهمية دينية وتاريخية واجتماعية، قد تم تغييبها عن أهم شعار للمدينة المنورة خلال الفترة المقبلة. فكيف نتغافل عن القبة الخضراء التي ترمز إلى كل ذلك حين يتم تدشين شعار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية. رسالة خاصة أما الدكتور عاصم حمدان قال إن قرار ازاحة صورة "القبة الخضراء" من شعار الاحتفالية هو أمر يدعو للاستغراب والاستنكار فالقبة الخضراء او ما يعرف بسقف قبر النبي صلى الله عليه وسلم هي موجودة في جميع الصور الرسمية المعتمدة من الدولة رعاها الله وهي صور منتشرة في ارجاء العالمين الاسلامي والعربي وان قنواتنا الفضائية عند بثها للصلوات من المسجد النبوي الشريف تبرز كذلك صور القبة الخضراء بجوار المنارة الرئيسية فهل هذه المؤسسات الرسمية على خطأ في هذا النهج؟.. ان الملوك والرؤساء وفي مقدمتهم ولاة امرنا حفظهم الله يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وذلك دليل وبرهان على ان سياسة دولتنا السنية تسعى بكل السبل والوسائل لإظهار هذه المشاعر المقدسة في قلوب المسلمين كافة وفي احسن الاحوال وأتمها وأكملها وأرفعها اضافة الى ذلك اننا لم نسمع اعتراضا على مدى ما يقرب من القرن من الزمن ومنذ شرف الله هذه الدولة برعاية الحرمين الشريفين - نعم لم نسمع اعتراضاً من كبار مشايخنا على هذا الأمر فكيف يأتي بآخره كما سمعت من يعترض على ظهور القبة الخضراء القائمة منذ قرون اسلامية عديدة واصبحت رمزاً على مثوى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبه رضي الله عنهم. للقبة شأن عظيم في الإسلام أما الاستاذ عبدالرحمن الأنصاري فقد أورد مقالاً يعبر عن استغرابه لذلك القرار قائلاً أن القبة اليوم لها دلالة عظيمة من كونها السقف للقبر الشريف, هو نفسه ما كان يمثّله بالأمس سقف حُجرة أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها المدفون فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحقباني يؤكد ومن جانب أخر اعتبر معالي الشيخ شافي الحقباني عضو المحكمة العليا احداث اي تغيير في ما عرف ب"الثوابت" التي مرت عليها سنوات طويلة وعهود متتابعة "مدعاة" لكل من رغب في التغيير.. حديث الشيخ الحقباني جاء رداً على سؤال ل"البلاد" عن ما يتردد مؤخراً بوجود التوجه والنية لدى "البعض" في ازالة "صورة" من الشعار المتعلق "بالقبة الخضراء" .. وقال الحقباني ان هذا من الامور التي سبقت وبموافقة من قبل ولاة سابقين.. كما اكد ل"البلاد" احد المستشارين القضائيين بأن القبة الموجودة في مسجد الرسول في المدينة لا تعد معارضة "شرعية". بيان اللجنة ونتيجة لتلك السجالات أصدرت اللجنة العليا لمناسبة أختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الاسلامية التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة بيانها التوضيحي في يوم 13 رجب الماضي حول ماتداولته بعض الصحف والمواقع الالكترونية من آراء وتعليقات على موضوع شعار المناسبة وما تم التطرق له من السؤال عن عدم اشتمال الشعار على القبة الخضراء بالمسجد النبوي واقتصاره على المئذنة وخارطة العالم الإسلامي فحسب حيث قالت : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. فقد اطلعت اللجنة العليا لمناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية على ما تم تناوله في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية من آراء وتعليقات على موضوع (شعار المناسبة) وما تم التطرق له من السؤال عن عدم اشتمال الشعار على القبة الخضراء واقتصاره على المئذنة وخارطة العالم الإسلامي فقط. ومن منطق حرص اللجنة العليا على إيضاح الصورة بشكل جلي فإنها تود أن توضح للجميع مايلي : 1 - أن موضوع تصميم الشعار تم طرحه في مسابقة عامة مفتوحة تحت إشراف اللجنة العليا وجاء اختيار الشعار الفائز لتوفر العناصر والشروط التي أهلته للتعبير عن المناسبة حيث يحمل العلامة التاريخية باستخدام عنصر معماري يتمثل في (مئذنة المسجد النبوي) كما احتوى على خريطة العالم الإسلامي التي ترمز إلى مكانة المدينةالمنورة إضافة إلى شكل الهلال بتكوينه الفني مع الخط العربي واستخدام هادف للألوان بحيث تكون معبرة. 2 - تؤكد اللجنة أن الشعار مجرد رمز للدلالة على المناسبة ولا يجب أن يحَّمل أكثر مما يحتمل أو تؤخذ من خلاله توجهات محددة أو تفسيرات بعيدة عن أهدافه المعلنة. 3 - أن ربط هذا الموضوع بما تم طرحه من آراء حول طبيعة البرامج التي سيتم اختيارها للمناسبة بأنها تركزت في المحاضرات والندوات الدينية يلقيها طيف واحد فهذا الربط غير دقيق إذ إن اللجنة العليا لا تزال تستقبل الأفكار والاقتراحات من كل الجهات والأفراد من منطلق أن الجميع شركاء بهذه المناسبة وقد شكل لهذا عدد من اللجان التنظيمية والعلمية والتنفيذية من خلال عدد من الجهات ذات العلاقة من الجامعة الإسلامية وجامعة طيبة ومركز بحوث ودراسات المدينة وهيئة تطوير المدينةالمنورة ووزارة الثقافة الإعلام ودارة الملك عبدالعزيز وأمانة المدينةالمنورة والنادي الأدبي والغرفة التجارية وبعض رجال الفكر والأدب وسيتم الإعلان عن البرنامج الشامل في مرحلة لاحقة وسيتضمن العديد من البرامج والأنظمة والفعاليات المتنوعة. 4 - تؤكد اللجنة العليا للجميع بأن المجال مفتوح للمشاركة بطرح الآراء والاقتراحات وقد تلقت اللجنة العديد من الآراء والمقترحات وهي محل دراسة واهتمام واللجنة الآن بصدد تدشين موقعها الإلكتروني لخدمة التواصل مع الجميع بما يثري هذه المناسبة ويساعد في إنجاحها من خلال الإيمان المطلق بأهمية العمل الجماعي كما سيتم الإعلان قريباً عن تشكيل الأمانة العامة بحيث تكون متفرغة لهذا العمل من خلال مقر ثابت لها تؤدي من خلاله عملها بشكل كامل.