لم يكن الانتحار أو التهديد به مما يُتصوَّر في مجتمعنا. فحتى المُوغِلون جهلاً كانت تمنعهم صلاتُهم و يقينُهم من اقتراف الجريمة. لكن الحال تبدل. فانتُزعت القِيَم، كما مُحقتْ كثير من خيراتنا. صحيح أن الإحباط يكتنف المظلومَ والعاطلَ والفقير. لكنه لم يكن طريقاً للانتحار. بَيْد أنا خلقنا بالبيئة التعليمية و الإعلامية و التأثيرية بيئةً حاضنةً للإحباط محرّضةً على أقسى النّقَمِ من النفس و الوطن. فعايشنا العديد من مكرَّراتِ البوعزيزي التونسي الذي جعلتْه وسائلُ إعلامنا قبل عاميْن مُلْهِمَ حريّاتِ الشعوب. فلا غَرْوَ أن نجني الآن ثمراتِ تضييعِ بوصلتنا الحضارية و التعليمية و الإعلامية. إنها جناياتُ تَضييعِنا..ترتدُّ على شعبِنا ووطنِنا آلاماً وحسرات. Twitter:@mmshibani