الغيرة هي أحد الصفات الغرائزية الموجودة بداخل كل شخص منا , وهي شعور قوي يُرغب الإنسان المُحب في إمتلاك و إحتكار مشاعر وتصرفات محبوبه , وقد يُحب الطرف الآخر هذا الشعور ويتلذذ بالإحساس به ,ربما لأن العلاقة بينهما بحاجة لتأكيد لهذا الحب أو قد يكون الحب بينهما بحاجة إلى (نعنشة). فالغيرة مؤشر حقيقي للحب وهي مشاعر رائعة تُجدد العواطف وتجعلها تلتهب وتصل إلى ذروتها بين المُحبين. ولكن بالطبع يجب أن تكون في حدود المعقول وأن تجلب السعادة بدل التعاسة وأن لا تخلق الكثير من المشاكل الدائمة التي تجعل الحياة بين الطرفين تعيسة ومستحيلة وبلا أمل. وبما أنني خصيت حديثي اليوم عن الغيرة في الحب و(بلاويها) التي تجعل المرأة تفقد صوابها وتجعل الرجل المُحب يتصرف كالأحمق أو كالمجنون بلا عقل ! تذكرت موقفاً حصل لإحدى صديقاتي التي أقول عنها بكل تأكيد مجنونة وحمقاء و(ناقصة عقل ودين) ,وبالمناسبة أنا لا أذمها أو أغتابها فهي تقرأ كلامي هذا وبالفعل هي شبه عاقلة فنعمة العقل لديها غير كاملة ولا يعمل من هذا العضو في (جُمجُمتها) إلا الرُبع ! كانت مخطوبة لرجل جمع بينهما الحُب وفرقتهم الغيرة , وكان تحبه كثيراً لكن ظروف هذه العلاقة وصلت بينهما إلى طريق مسدود ففسخت خطبتها منه رغم أنها مازالت تحبه ومازال يحبها , لكنها قررت بعد تفكير أن تذهب إليه لتُصفي الحسابات وربما النفوس لكنه لم يفتح لها الباب عندما طرقته! فأعتقدت بل أجزمت أنه في الداخل وبرفقة سيدة أخرى , فما كان منها إلا أن نزلت لمواقف السيارات وبحثت عن سيارته (الكوبيه) الجديدة و "بنشرت له الأربعة كفرات", ولم تكتف بذلك بل حطمت الزجاج الأمامي للسيارة بمساعدة سائقها انتقاماً من خطيبها! ومع مرور الوقت والأيام تأكدت فيما بعد أنه كان (ياحبة عيني) وحيداً كماء البئر تلك الليلة ولم تكن برفقته "لا إنسية ولاجنية" !!. لكنه فضل البقاء وحيداً على العودة لعلاقة حب كانت المشاكل تسيطر على مسارها بسبب "الغيرة غير المعقولة" من أمور تافهة جداً جلبت لهما التعاسة منذ بداية الطريق. وقبل عدة أيام قرأت خبراً مضحكاً دافعه الغيرة أيضاً لرجل مكسيكي أوصد (بنطال حبيبته) بقفل حديدي بدافع الحفاظ عليها وعلى عفتها وولائها!. وفي رأيي هذا الإنسان تفوق على صديقتي بمراحل في مسألة الجنون والبحث عن حلول. ولأن هُناك دراسة اجتماعية برازيلية قالت بإنه يتوجب على كل إنسان أن يتعلم و يتدرب على كيفية التعامل مع هذا الشعور فهناك أسباب معقولة للغيرة ، وأخرى تافهة جداً ، ولا داعي أن يكون فيها رد الفعل عنيفاً أكثر من اللازم. وقد قالت دراسة (من جيبي) أكثر أهمية من الدراسة السابقة: إن الحب جنون , وجنون الحُب لا يعرف طريق العقل والمنطق. فهو الذي يدفعنا للتصرف كالمجانين حتى تهدأ عواصف الغيرة داخل قلوبنا. وكما قيل:(في الحب والحرب كل شئ مباح) فكل شيء مُباح وتلك هي قاعدتي ومبدئي في الحب أو إن أعلنت عليه الحرب. rzamka@ [email protected]