سأخص حديثي اليوم عن الحب ، عن ذلك الشعور الغريب العجيب الذي يتمكن منا ويلغي العقل والمنطق والزمان والمكان ويرمي بهم جميعاً عرض الحائط ونحن نقف متفرجين لا نملك من أمرنا ولا رُشدنا لا حول ولا قوة. ذاك الشعور الذي يعتري المرء ويجرده من كل تصنع وكل تكلف وكل كبرياء ويجعل المحب يرسم دائماً أجمل الصور لمحبوبه وهو يراه فقط (بعين المُحب العمياء) التي لا تبصر من صفاته وطباعه السيئة لا تجاهل ولا جفاء ! فكم سيطر الحب على الإنسان وبدله و عله يغير مبادئه وتصرفاته وطباعه وطبائعه ومعتقداته حتى يصبح إنساناً آخر يكاد مع مرور الوقت لا يعرف نفسه ولا يتعرف على ملامحه. و كم من شخص على مر الزمان والتاريخ راح ضحية للحب من أجل محبوبه ، وقدم له الغالي والنفيس ووهبه من صحته ونفسه وماله وأعصابه مالا يعد و لايحصى ! فالحب إحساس غريب لا يمكن وصفه أو تفسيره عندما يجتاح قلوبنا , فهو مشاعر سامية مقدسة طاهرة ونقية وهو عطاء دائم بلا أنانية أو كبرياء. غير أن فراسة المرأة في الحب وبالرغم من أن (كيدهن عظيم) إلا أنها قد تخونها أحياناً عندما تقع و(تطب ولا أحد يسمي عليها), فتنساق خلف مشاعرها "بمنتهى البلاهة" ولا تستطيع التفريق بين الرجل المناسب و غير المناسب وتترك أقدامها وقلبها وشعورها ومشاعرها للرياح تحركها كيفما تشاء وعندما "يقع الفاس في الراس" تفيق و تصحو و تقول : آه ياراسي ! من كثر ماسمعت عن قصص الحب والغراميات الغريبة التي وصلت إلى "طريق مسدود" أحب أن أقدم نصيحة لكل بنات جنسي وهي التروي وتحكيم العقل مع القلب واعطائه مساحة في اختيار الشريك ولو كان الأمر صعباً لكنه حتماً ليس مستحيلاً. لأنك عندما تتعلقين (برجل صح في توقيت خاطئ) سوف تصبح العلاقة في (وضع الاحتضار) وبعد الإحتضار لن تُنعش بل سوف تموت وقد تموت معها أحلامك و ثقتك في جميع الرجال. فاختاري اختياراً صحيحاً وعاملي الرجل كما يجب أن يُعامل (بالعقل) قبل أية عاطفة وسوف تكسبيه. وتصديقاً على كلامي فقد أثبتت دراسة (من جيبي) أن الرجل يتمرد و (يتفرعن) عندما تدلله المرأة وتشعل له "العشرين أصبع" حباً ودلالاً و رضاءً له و إشباعاً لغروره وكبريائه وعنجهيته الذكورية التي يتمتع بها الرجل الشرقي "على وجه الخصوص" ,و إنه يرضخ و يساير و يراضي ويدلل وقد "يقبل" الأرض التي تمشي عليها المرأة التي لا تهتم به وتدلله "زيادة عن اللزوم" وتطلع عينه !! فالرجل قد يغازل عشرات النساء, لكنه لا يفكر ورأسه على وسادته إلا فيمن يحبها كل مساء ,وهذا التناقض الشعوري الذكوري موجود حسب الدراسات في طبيعة تكوين الرجل. وأخيراً عزيزتي حواء: هل تعلمين لماذا تسألين نفسك دائماً :"ليه عرفت الرجل الصح في الوقت الغلط ؟". هذا باختصار لأنك :"ضيعتي الوقت الصح مع الرجل الغلط" ! rzamka@ [email protected]