أحيانا نجد اننا نعاني من الاستخدام السيء لما يتاح لنا من ثروات او ادوات وما ذلك إلا لقصور في الدراسات مما انعكس على سلامة التنفيذ او معرفة بالمخاطر مما سبب كوارث تذهب بحياة الأبرياء ، واليوم رأيت هنا أن اتناول جانبين مهمين قد يعكسان جانبا سيئا مما اريد الوصول اليه وتبسيطه للقارئ العادي . ورأيت أن اورد نماذج مصغرة لما قد يلف المجتمع من مخاطر .والحقيقة التي لاغبار عليها ولا ينكرها أحد أن مشاريع عديدة بمنطقة الباحة متعثرة ، ولن اشير إلى مشروع بعينه حتى لايفهم من السياق أنني اقصد وزارة بعينها او مقاول بعينه او حتى محافظة او قرية بعينها.وحقيقة أننا لن نجد وزارة او هيئة تعترف بأنها جزء من مشكلة التعثر إن لم تكن السبب الرئيسي في ذلك . لذلك كان لا بد من تفعيل دور الإمارة والمحافظات والمراكز في تتبع ذلك منذ اللحظة الأولى لتسليم المشاريع للمقاولين والبحث عن سبل تبلور حلولاً جذرية لتلك المشاريع التي اصبحت هاجس كل متابع او منتظر جدواها . في جميع الدول عمد المدن والمحافظين هم المسؤلون مسؤلية مباشرة عن تتبع المشاريع والمؤسسات العامة والخاصة منذ تسليمها او تأسيسها في مدنهم وهم بذلك الأكثر ملامسة لواقع تلك المشاريع والمؤسسات وتفعيل أدوارها لتلافي السلبيات ويكون المشروع المتعثر هو الاستثناء الشاذ في مجموعة العمل الوطني وليس العكس .لذلك يبقى عشمنا كبيراً في امارة المنطقة والمحافظين ورؤساء المراكز في تبني فكرة الإشراف المباشر كعين رقيب ومحاسب في نفس الوقت للخروج من كابوس المتعثرات الذي اصبح هو السائد او تبعات سؤ التنفيذ الذي يلاحق معظم المشاريع المنفذة . وإلا فإننا لن نجد وزارة تعترف بأن لديها مشاريع متعثرة وربما تتقاذف أكثر من جهة مسئولية ذلك وفي الأخير نجد أننا بلا مشاريع أو اننا امام مشاريع تعاني من سوء التنفيذ وأن اعتماداتها قد صرفت في غير ذي وجهة وعندها لاينفع الندم .. لماذا لأننا لا نتواجد بكل أسف ومرارة في مثل تلك الأحداث إلا في الوقت الضائع .. ايضا هنالك مشكلة أخرى تؤرق اهالي منطقة الباحة تكمن في حمل السلاح في معظم مناسبات المنطقة ، وبداية ليس اقتناء السلاح عيبا وليس معيبا عدم اقتنائه وبين شرعية ذلك من عدمه اليوم وبموجب النظام ترخيص من جهات الاختصاص وفي بوابة موقع كل إمارة الكتروني تعليمات ذلك ، وما كان هذا مقصدي من الموضوع . اليوم وأمام فواجع اقتناء السلاح وما يقع ضمن دائرة ( الخطأ ) وما تكشف لي من خلال متابعة ذاتية أن منطقة الباحة رغم صغر مساحتها وتعداد سكانها إلا أن نسبة القتل الخطأ بسبب تدني ثقافة اقتناء السلاح تكاد تكون الأعلى بين مناطق المملكة ، لذا نشعر بأننا نفتقد فعلا ثقافة اقتناء السلاح سواء لمن يقتنيه تحرسا امنيا او للزينة او للمشاركة في الفعاليات أو لأي غرض يخرج عن دائرة ( تعمد الجريمة ) وقد تمر اخبار تلك الحوادث كأحداث يومية عادية عند البعض لكن من وقع تحت مأساة تلك الحوادث هم من يشعر بفداحة الجرم وإن لم يكن متعمدا . ومع الإيمان بقضاء الله وقدره قد يكون الفاعل أكثر الناس الما وتألما وحسرة هو ومن حوله من اسرته واقاربه نسأل الله أن يجنب الجميع الوقوع تحت وطأة تلك الأخطاء القاتلة ، خصوصا وانها في الغالب تلازم اولئك آثار المأساة في قراهم بل منازلهم بل حتى في غرف نومهم وتبقى معايشة قاسية ربما تنعكس بما هو خطر اكبر لاسمح الله. وهنا يبقى دور الامارة ودعم جهودها الإدارية بجهود توعوية مكثفة من خلال الجامعات والمدارس والمساجد ووسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي ، والتخفيف من أخطاء مآسي اقتناء السلاح بالتسلح بثقافة اقتناء السلاح وبعده عن تناول الأطفال او حتى المراهقين وفي ذلك نخفف بإذن الله من تزايد الضحايا والمفجوعين ، وبصورة شكلت للأسف في الاشهر الأخيرة ظاهرة تحتاج إلى تدخل سريع ولنا في أمارة المنطقة الآمل الكبير في تبني حملات توعوية مكثفة يصل اثرها ليس لمقتني السلاح بل حتى ربات البيوت هذا وبالله التوفيق. جدة ص ب 8894 فاكس 6917993