جون برايسون الذي قال عنه الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما " هو شخص كفؤ ومميز طوال مسيرته في الحكومة " كان قد تقدم بإستقالته كوزير للتجارة الأمريكية بعد أن تسبب عن طريق الخطأ بحادث مروري كانت أضراره بسيطة ولم يمت فيه أحد , جون ليس مسلماً كما يبدو من إسمه , جون ليس موظفاً صغيراً يعمل في الإرشيف , هو مسؤول أمريكي كبير شعر للحظة بأنه قد أصبح مديناً للشعب الأمريكي بشيء ما بعد أن بدأ ضميره في تأنيبه على ما حدث , رغم أن ما حدث له قد يحدث معي ومعك ومع وزير الصحة السعودي وربما يحدث مع مدير مستشفى محافظة الزلفي أيضاً! الخطأ مفردة مطاطية , تبدو صغيرة لاتلفت الانتباه حين تصف حالة شخص أخطأ إملائياً على سبيل المثال في كتابة كلمة "الانتباه", لكنها مرعبة حين تقترن بصحة الإنسان , حين تتوسط خبر صحفي عنوانه العريض " خطأ طبي " ! ولو تذاكى ذلك المسؤول وقام في اليوم التالي بنشر خبر مدفوع الثمن يبشر فيه بوصول أدوات طبية حديثة وكوادر جديدة في محاولة فاشلة منه لتدارك الفضيحة فإن ذاكرة الناس لاتسقط ماحدث وتبقى عصيٌة على النسيان , خصوصاً كل من إكتوى بنار الأخطاء الطبية أو كان أحد أفراد عائلته أو قريب له ضحية لها. خلال رمضان الماضي قام مستشفى الزلفي العام بإزالة أرحام " ثلاثة " نسوة إحداهن تبلغ من العمر 22 عاماً كان قد هرب بها زوجها من مستشفى الأرطاوية مكان إقامته ظناً منه أنها ستجد رعاية أفضل في مستشفى الزلفي لكن الأخير تسبب في مأساة كبيرة لهذه العائلة التي للتو إستقبلت مولودها الأول والأخير ! في الطب ربما يضطر الطبيب المعالج إلى التضحية بعضو ما في سبيل إنقاذ حياة إنسان وهذا شيء يعلمه الجميع لكن هل من المنطقي أن نعتبر إزالة ثلاثة أرحام في شهر واحد حدثاً طبيعياً ؟ حسناً , ماذا عن الضحية الرابعة والتي فقدت حياتها وجنينها،رحمهما الله، قبل دخول شهر رمضان بعد أن تم نقلها لاحقاً من نفس المستشفى إلى إحدى مستشفيات العاصمة الرياض ؟ هل نحن أمام أحداث طبيعية أم أن هناك جزاراً برتبة دكتور يسكن المستشفى ؟ هل هو لوحده ؟ ربما لا , ما الذي إستحضر ربما ! أليست هناك وزارة مسؤولة من واجباتها أن تقوم بتحقيق عاجل في هذه المآسي التي حدثت خلال مدة قصيرة ومن ثم تخبر سُكان المحافظة بالنتائج ؟ لماذا يتأخر الحساب والعقاب والأمر يتعلق بأرواح بريئة لاذنب لها إلا أن سلمت نفسها لأطباء وزارة الصحة ؟ لو حدث ذلك في بلد جون لاستقال الوزير قبل مدير المستشفى لكننا هنا نعلق كوارثنا في حائط اللجان لندس رؤوسنا كما تفعل النعام , كم نحن بحاجة لزرع الإحساس بالمسؤولية بداخل كل مسؤول. twitter: aalbaly [email protected]