يناشد أهالي منطقة جازان، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بنظرةٍ حانيةٍ وكريمةٍ من مقامه الكريم، ووضع حلٍّ عاجلٍ ينقذ حياة أطفالهم وأبنائهم من إهمال "صحة" جازان، وكثرة الأخطاء الطبية في الآونة الأخيرة، في ظل عدم وجود أيِّ تجاوبٍ من وزارة الصحة، بعد أن تعرّضت ثلاثُ فتياتٍ وطفلٌ للأخطاء الطبية الفادحة في أقل من شهر. قال الأهالي إن مسلسل الأخطاء الطبية ما زال مستمراً، بعد أن قتلت براءة الطفلة رهام الحكمي ذات الاثني عشر ربيعاً في مستشفى جازان العام، بعد أن نُقل لها دم ملوّث بالإيدز، وأثارت قضيتها الرأي العام. وأضافوا: وبعد أقل من أسبوع على فاجعة رهام، سقط الطفل مفرح حمدي ابن التسعة أعوام، ضحية خطأ طبي جديد انتهى بإصابته بالشلل، وأفقده إحدى عينيه في مستشفى صامطة العام. وبعد حادثة مفرح بثلاثة أيام تكشفت ل "سبق" مأساة "حنان الدوشي"، التي كُتبت فصولها بين أروقة مستشفى الملك فهد المركزي بجازان، ونقل لها دم ملوث بالجرثومة أودى بحياتها. ومساء أمس حلّت مأساة جديدة على منطقة جازان وفاجعة هزّت أركان المجتمع الجازاني، حيث تعرّضت فاطمة راجح ذات العشرين عاماً، لخطأ طبي حيث تسبّبت جرعة زائدة تناولتها من مستشفى جازان العام في وفاتها دماغياً، وقبل تلك الحوادث بعد أشهر تعرّضت زرعة عيسى محمد فقيه، لخطأ طبي بمستشفى الدرب العام حيث أعطيت دم فصيلته Ά في حين أن فصيلتها О. وناشد أبناء جازان، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التدخُّل العاجل والسريع للنظر في أوضاع "صحة" جازان وما وصلت إليه من إهمالٍ في حياة المواطنين، حيث تخوّف المواطنون من اللجوء للمستشفيات الحكومية في المنطقة بعد تلك الحوادث التي شهدتها في أقل من شهر. وقال المواطن محمد الشقيقي إن الكوارث التي تعيشها منطقة جازان في هذا الشهر أبطالها من منسوبي "صحة" جازان، ولدينا "فوبيا" من الذهاب للمستشفيات الحكومية متسائلاً عن الأمانة التي وكّلتها للعاملين بقطاع الصحة من قِبل الدولة. من جانبه، طالب محمد العريشي بتدخُّلٍ عاجلٍ لولاة الأمر، قبل أن تتفاقم المشكلة، ويتزايد الضحايا أكبر مما كنا نتوقع، مؤكداً أن ما وصلت إليه الأوضاع الصحية بمنطقة جازان يدعو للقلق. وشدّد على أنه لن يراجع أي مستشفى حكومي بمنطقة جازان بعد اليوم خوفاً على صحته وصحة أطفاله. وقال سالم الصميلي إن العقوبات التي أصدرتها وزارة الصحة في قضية "رهام" كانت واهيةًً، ولم تشمل القياديين والمتسبّبين في هذا الإهمال، بل كانت لتكميم أفواه المواطنين وإسكات الرأي العام، بعد أن نشرت فضيحتهم أمام الجميع. وبيّن ل "سبق" عم الطفلة رهام صديق يحيى حكمي، قائلاً: لا بد من محاسبة الشخص المتسبّب في القضية، لأنه لا أحد يرضى على ابنته أو أحدٍ من أقاربه أن يحدث معه ما حدث لابنتنا. وتابع بقوله: لو كان أخي المتسبّب لطالبت بمحاسبته بأشد العقوبة دون رحمةٍ أو شفقة.. مبيناً أن الأمر ليس خطأ طبياً، بل إن الخطأ الطبي معروفٌ كإجراء عمليةٍ أو نسيان شيءٍ ما في أحشاء مريض. وأبدى إدريس الدوشي شقيق ضحية الدم الخاطئ "حنان" أسفه لتردي الأوضاع الصحية والخدمات الطبية في المنطقة الجنوبية، وغياب الإحساس بالمسؤولية من وزارة الصحة، محمّلاً إياها مسؤولية وفاة أخته. وقال أحمد عيسى محمد فقيه شقيق الضحية زرعة فقيه، التي نقل لها دم عن طريق الخطأ بمستشفى الدرب العام، إنه بسبب خطأ طبي فقد أخته، وإن ذلك إن دل فإنما يدل على الإهمال والتساهل في رعاية المرضى من قِبل الطبيب المعالج وفني المختبر والممرضة المشرفة، وأكمل: مع الأسف الشؤون الصحية بجازان لم تحرّك ساكناً تجاه التحقيق في أسباب وفاة أختي، رحمها الله".