محاولة سبر أغوار بلد مثل لبنان ليست بالمهمة الصعبة أو الشاقة سواء كان الحديث عن الداخل بطيفه الشعبي الواسع وتعدد طوائفه أو على صعيده الخارجي بتحالفاته وصراعاته الإقليمية , يعتبر تاريخ لبنان مرجعية محايدة ذات قيمة يعتد بها لكل باحث يحاول قراءة حاضر هذا البلد بل وربما التعرف على جزء من مستقبله أيضاً , من يظن أن مشكلة لبنان الأزلية تكمن في تعدد وكثرة طوائفه ومذاهبه هو مخطئ بكل تأكيد فجميع هؤلاء يعيشون على الأرض اللبنانية بسلام شريطة عدم قيام أحد المحسوبين على إحدى تلك الطوائف بعمل أحمق يتسبب في إيقاظ فتنة نائمة تحرق الأخضر واليابس ويذهب ضحيتها الآلاف كما حدث في الحرب الأهلية الدامية قبل أكثر من عقدين والتي كان لجهود الملك فهد،رحمه الله، الأثر الكبير في إعادة لبنان إلى مساره الصحيح من خلال إتفاق الطائف الشهير .خلال السنوات القليلة الماضية دأب البعض على إدخال لبنان في أكثر من نفق مظلم سواء كان على الصعيد الداخلي من خلال إثارته للنعرات الطائفية بين المواطنين اللبنانيين أو حتى من خلال إقحام لبنان في صراع إقليمي مع دولة إسرائيل كان آخرها حرب 2006 م الذي تسبب بدمار كبير لبنية الدولة التحتية، نعم ما زال لبنان عبرة لجميع الدول العربية التي لا زالت تقابل الخلايا الحركية بصمت و إستحياء , إن أمثال هذه الأحزاب التي تنطلق في وجودها إما من طائفة أو فكر متشدد هي من يلحق الضرر الأكبر بجسد الوطن ويجعل من أدواته الخارجية شبه مغيبة ليتم تقزيم دوره الإقليمي كما يحدث الآن مع ميشيل سليمان الرئيس اللبناني الذي ليس بيده أي حل تجاه القضية السورية . Twitter : aalbaly