كشفت صحيفةٌ فضيحة استثمار خيري أقلُّ ما يُوصفُ به أطرافُها (الجهل و السذاجة و التفريط)، حتى لا نقول (الفساد) الذي نُنزّه عنه من ارتضى أمانةَ أموال الله من صدقاتٍ فجعل الباري خصمَه على حسن تَصريفها. تحكي القضية تَورط ثلاث جمعيات خيرية في عملية احتيال. أقطابُها (جمعياتٌ) استثمرت الملايين بشراء أسهم شركتيْ إسمنت و جبس غير مرخصة أصلاً (جهل). و ذلك بإيعازِ و تشجيعِ وزارةِ الشؤون الاجتماعية (سذاجة). ثم اكتُشف التلاعب، واختفى الوسطاء، فشَكَوْا لوزارة التجارة فأحالتهم للقضاء (نظام). و في ردهات المحاكم تائهون، بين الجلسةِ و تاليتِها 5 أشهر (ضياع وقت). و الكل يَتَبرأُ من المسؤولية (تَفريط). لا شك أن مثل هذه القضايا كثير. لكن الموجع ألّا يعي بعض مسؤولي الجمعيات الخيرية أن حسن الاستثمار فَنٌّ له أهلُه، فلا يخوضوه بجهلٍ أو حماس، و أن الحفاظ على الأصل أولُ أُسسِ الاستثمار قبل الانسياق لشهوةِ أرباحٍ وهمية. لاحظوا..لم أتحدث عن (الفساد) تَنزيهاً لمالِ الله أن يَتجرأ مفسدون على اقتحامه. Twitter:@mmshibani