اعتَدنا انعدامَ المتابعة إلاّ بعد (كارثة). فإنْ حلَّتْ (استَأْسدنا) على (الفساد) بما في القاموس من وعيدٍ وكلماتٍ رنّانة..ثم يُشغلُنا (الفساد) عن (الفساد). ما كدنا نتعجّبُ من بيان (هيئة مكافحة الفساد) قبل أسبوعين باتهامِ (المؤسسة العامة للخطوط الحديدية) بما يكفي في بلدان أخرى ليس لاستقالةٍ أو إقالة بل لإدانة، حتى صحونا أمس على انقلاب عربات قطار الدمامالرياض. وسواء كانت العربات من الشركتين الأسبانيتين و عقدِهِما، الذي شكّكتْ الهيئةُ في إجراءات منافسته،أو من غيرِهما. فهو يعيد للذهن تقصير المؤسسة الفادح، الذي ترجمتْه الهيئة بأنها "لم توفر الوسط والظروف المناسبة لإجراء اختبارات سيْرِ القطارات بالطرق الصحيحة كما هو مشترط، ولم تُخضِعها لتجارب حقيقية، وأخطأَتْ بإدخال خمسةِ أطقُمِ قطارات بوقت واحد..إلخ". يعني ببساطة..المؤسسة (تائهة). أما عند الحوادث، كأمس، فالأصابع لن تشير لمسؤوليها، بل لِمَنْ سكت عن ممارساتهم تلك..أو غاب عن المتابعة..أو ارتضى أن يُغَيَّبْ. لكم الله يا ركاب القطارات. Twitter:@mmshibani