اعتبرها البعضُ تجسساً أنْ تخترق ال FBI البريد الإلكتروني لرئيس ال CIA باتريوس العسكريِ المميزِ الذي قاد جناحيْ حربِ أمريكا بالعراق و أفغانستان في آنٍ واحد. لكن هذا اختصاص المؤسستيْن العريقتيْن اللتيْن تُقابلان عندنا (الاستخبارات) و (المباحث). فقد اكتشفت FBI في ثنايا بريده ما يوحي بعلاقةٍ محرمةٍ مع كاتبةٍ مساعدة. فاضطُر رئيس أقوى مخابرات بالعالم للاعتذار و الاستقالة. يُستفاد من الواقعة تَقديس الجميع لأمنِ الوطن. فاستقالةُ رئيس ال CIA ليست تَنزيهاً عن دنسِ علاقةٍ مشبوهة. بل تَنزيهاً للعمل المخابراتي أن تتسرب إليه نوازع ضعفٍ بشريٍ تُترجمُها العلاقةُ المحرمة. واعتذاره واعترافُه لسببيْن : إعطاء درسٍ عميق لمنسوبي المؤسستيْن ألا كبير فوق أمن الوطن، و درء احتمالِ تفسيراتِ الاستقالة بصراعاتٍ أو تَجاذُباتٍ لو أُخفيَ السبب. فكثيراً ما تكون أسبابُ الاستقالات عرضِيّةً أو بسيطة، لكن إخفاءها يجعل الناس تضرب أخماساً بأسداسٍ فيؤلِّفون حكايا كبيرةً و الأمر وَضيع. أمنُ الأمم القوية لا يحتمل التفسيرات، و لا يقبل المخاطرات، و لا يرتضي المجاملات. Twitter:@mmshibani