ودع شعبنا شهيد الحركة الأسيرة , الفدائي الأسير ميسرة أبو حمدية , الشهيد على همجية الاحتلال ولا إنسانيته والتي طالما كان السبب في وفاة الكثير من الأسرى داخل السجون الإسرائيلية , الإهمال الطبي أو التعذيب , وعاني الشهيد أبو حمدية الإهمال الطبي فترة طويلة , ولم يتلق العلاج المناسب لحالته المرضية مما صعب على جسده الهزيل أن يقاوم المرض فستسلم للموت بإرادة كاملة , فهو يعلم أن ما ينتظره ارحم بكثير مما مر به من معاناة شديدة يصعب تخيلها , خاصة وأنه كان يرقد على سرير المرض تحت حكم سجانه و مغتصب أرضه , وما أن سمع شعبنا في الضفة نبأ استشهاد أبو حمدية حتى خرج منتفضا , خاصة مدينة الخليل مسقط رأس الشهيد . واستشهد كذلك شباب آخرين من الذين عبروا عن غضبهم عما يحدث لإخوانهم وأبنائهم داخل المعتقلات , فالمآسي كثيرة هناك , والمرضى تزداد صحتهم سوءا يوما بعد يوم , و أعداد كثيرة منهم محكوم بالموت المفاجئ بأي وقت , فما كان استشهاد ميسرة إلا دقة خطر من ناقوس السجون , وقد تكون وفاته البداية لمآسي جديدة تتكرر , لا نعرف ما المصير الذي تؤولنا إليه . لقد انتفضت الضفة غاضبة على مأساة أسرانا المعتقلين واشتبكت مع الاحتلال وأعلن هذا المحتل حالة التأهب القصوى خاصة بعد أن انتقلت المواجهات في معظم مناطق الاحتكاك في الضفة , ولكنها كانت زوبعة داخل فنجان سرعان ما خمدت ريحها , بالرغم أن السبب ما زال باقيا , ومعاناة الأسرى متفاقمة , والأسرى المضربين عن الطعام مستمرين في إضرابهم , والأسير المضرب عن الطعام أكثر من 8 أشهر يواجه خطر الموت وقد يفارق الحياة في أي لحظة. ولكن يكفينا فعلا الرد العربي الذي جاء كصاعقة مدمرة الكترونيا لإسرائيل , الهجمة الالكترونية التي نفذها شباب مختصين في اختراق المواقع على الانترنت من المغرب العربي , نفذت هجوم هو أقوى هجمات القرصنة التي هاجمت الدولة العبرية واخترقت مواقع حساسة جدا كموقع الموساد الذي أهم ما جاء فيه انه فضح الكثير من الأسماء المخابرة مع المحتل , وصحيح بعض المعلومات في هذا الشأن جاءت ضمن سياق المبالغة , إلا أن نشر صورة الأسير العيساوي على كافة المواقع الإسرائيلية نتيجة الاختراق كان نوعا ما من الأمور التي أثلجت صدور شعبنا وأشعرته بأنه ليس وحيدا في صراعه مع هذا المحتل الغاصب .. وفي ظل زخم المواقف وسخونة الأوضاع المتفجرة مع الاحتلال على كافة الأصعدة , ما زلنا نسمع أصواتاً نشاذ, أصوات تتعارك على وهم ومناصب واهية , تنسى القضية وتتناسى المعاناة , أصوات اشمأزت منها أذان الشعب الذي بات هو خط المواجهة الأول لكل هذه المآسي والصعوبات التي تعصف بشعبنا , و كأن هذا الشعب لا يكفيه المصير الذي وصل إليه بعد عقود من الزمان , وكأنه لا يوجد من يصارع الموت حفاظا عن كرامة هذا الشعب , وحفاظا على شرف القضية ... سلام عليك أيتها الأرواح الطاهرة , ارتقي بسلام .