الرياض ستحتضن في غضون الأيام القليلة القادمة حدثاً ثقافياً يعد الأبرز على مستوى العالم..وهو معرض الرياض الدولي للكتاب..وأقول الأبرز على مستوى العالم ليس لأنه الأعلى قيمة ثقافية..والأعلى في حجم المرتادين .. والأعلى في كمية الكتب المباعة.. بل لأنه الأعلى ضجيجاً والأعلى صخباً..والأعلى صراخاً ، فحينما يأتي الذكر على معرض الرياض فسيأتي تلقائياً ذكر الاحتساب ، وذكر الليبرالية ..كتب مرغوبة وكتب غير مرغوبة ، صراع بعض المحتسبين والشوارب الحليقة.. اسطوانة كل عام التي لم تعد مشروخة وحسب.. بل أحدثت في جمجمة المجتمع أخدوداً من الاحتقان..وصداعاً مزمناً من الترصد والتربص وسوء الظن ناهيكم عما انعكس عن هذا التأزم المتكرر داخل أروقة المعرض وفي صفحات الجرائد على صورتنا أمام العالم ، بأننا مجرد بدو طاحوا في مريس الثقافة . على أية حال .. دعونا مما سبق .. فهذه الأسطوانة لا أظن أن المعرض سيكون في منأى عنها – على الأقل – خلال السنوات الخمس القادمة ، لذلك سنتركها للزمن والوعي .. والعشم في كمية الكتب التي نراها تحشر في عربات التسوق وكأننا نعيش حالة نهم غير مسبوقة في القراءة والإطلاع ، عربة داخلة فارغة وأخرى خارجة مكتظة بشتى أنواع الكتب ، والغريب أنه مع كل هذا النهم الشرائي للكتب لا نرى أي مردود ثقافي لذلك ، بل على العكس .. تقام الأمسيات والندوات وتعقد المؤتمرات وتلقى المحاضرات ولا تجد لأولئك المشترين من وجود؛ سواء في مدرجات المهتمين والمتابعين أو في منصات الإلقاء والمنابر أثناء قيام تلك المناشط في غير أوقات المعرض. كل الرجاء أن يقام المعرض هذا العام وهو في إهاب الرقي وعباءة التنظيم ، وأن يكون سالماً من رضوض المحتسبين وأمواس المتربصين ، وأن يكون خالياً هذا المرة من خدع التسويق التي تنتهجها الكثير من دور النشر لتمرير معروضاتها مثل بروبجندا الكتب الأكثر مبيعاً وبروبجندا الدور الأوسع توزيعاً وغيرها ؛التي باتت وسيلة سمجة لاصطياد القراء والمهتمين دونما دراسات مثبتة أو إحصاءات معتبرة تؤكد حقيقة تلك الدعايات أو زيفها . [email protected] @ad_alshihri