لم يكن يعلم قرابة 269 موظفاً في أمانة جدة كان قد تم توظيفهم على برنامج ( مكافحة حمى الضنك ) أن العقود التي بموجبها تم توظيفهم لم تكن سوى مشانق قد تغتال أحلامهم في أي وقت ، كانوا يظنونها مواثيقا متينة يعلقون عليها آمالهم العريضة في أن يعيشوا عيشة كريمة في وطن كريم ينضح بالخير .. الخير الذي حالت دونه جدران الفساد والظلم وسادية قطع الأرزاق ، لم تشفع لهم المثابرة وحسن السيرة وصبرهم كل الشهور الماضية على مماطلة الأمانة في التثبيت -أسوة بزملائهم- من أن يصدر بحقهم صاحب المعالي أو صاحب السعادة - أياً كانت صفته - حكمه المجحف الذي قضى بطي قيدهم وتسريحهم للمجهول ، أكلت لحومهم وأحلامهم ورمت بعظامهم لتنهشها البطالة على أرصفة الضياع والحرمان ، لقد طردتهم الأمانة شر طردة ، هكذا .. بكل قسوة وبرود من دون – في أقل الأحوال – الإحساس بالمسؤولية . لماذا نشعر أن بعض المسؤولين ليسوا سوى حوانيت للحياة في هذا البلد ؟ سفاحون للأمل .. قتلة لكل رغبة مشروعة في أن يحيى الشباب شرفاء في وطنهم ؟ أين العاقل في وزارة البلديات أو في الأمانة ليدرك مغبة إلقاء قرابة ال 269 موظفاً هكذا ..بل لنقل 269 قذيفة من الغضب والسخط في الشوارع بلا أدنى سبب ؟ بأي حق يسرّح كل هؤلاء الشباب وبأي معيار ؟ هل تعاني البلد من انكماش اقتصادي ؟ هل دخلت الدولة في بؤرة أزمة مالية ؟ هل أفصحت الميزانية عن عجز خانق ؟ ماذا جرى حتى يتم تسريح كل هذا العدد ؟ ألا يدرك حضرة المتسبب في هذه الجريمة أن طرد 269 موظفاً هو بمثابة سد 269 نافذة في 269 منزلاً يتنفس من خلالها 269 أسرة ؟ إن كان لا يدرك فمصيبة ..وإن كان يدرك فالمصيبة أعظم . يا سادة ..من ينتظر اللقمة ليس كمن تنتزع من فيه نزعاً..ومن ينتظر الوظيفة ليس كمن تنتزع منه انتزاعاً .. حقيقة يجب أن يستوعبها كل من يتسبب في طرد موظف واحد ، فما بالكم بحوالي 300 شاب في عمر الزهور والنشوة والغضب..تأملوها جيداً وخاصة الأخيرة. [email protected] @ad_alshihri