لم يعد مستغرباً في زماننا هذا أن تنتشر المأكولات الضارة - أكرر - الضارة ما دام هناك أسواق تروج لهذه المأكولات لرخصها، وانخفاض قيمتها الغذائية في جسم الإنسان بالاضافة إلى الجهل بما تسببه هذه المأكولات لمتناوليها من البشر من «أمراض مزمنة» وأورام خبيثة تخترق خلايا وأنسجة جسم الانسان الداخلية - ذكراً كان أو أنثى - بصمت تام بسبب محتوياتها الضارة، وعلى وجه الخصوص «المواد الحافظة» التي تضاف إليها ليسهل نقلها من أماكن اعدادها (صنعها) إلى أماكن تخزينها ثم طهيها، فتقديمها كسلعة مطبوخة (نهائية) في أيدي مستهلكيها من البشر الذين يتناولونها بحسن نية - لا علم لهم - على أنها مأكولات صحية في حين تسبب لهم أمراضا وأوراما لم تكن معروفة قبل الدعاية واقامة (المطاعم) العالمية في مختلف أرجاء العالم، تجذب الأطفال والمراهقين والشباب والكهول وكبار السن. وقصة الدور المؤثر الذي تقوم به جماعات الضغط «اللوبي» المرتبطة بصناعة المأكولات الضارة والأغذية المعلبة على سبيل المثال لا الحصر في الولاياتالمتحدةالأمريكية وقدرتها على الدخول لبلدان لم تعرف هذه المأكولات «السريعة». لم تكتف مافيا المأكولات الضارة (السريعة)، والأطعمة (المعلبة) والمشروبات (الغازية) بذلك ، وإنما تمول دراسات وبحوث وتقارير علمية تتدخل في نشر نتائجها وخلاصاتها - وفقد أمزجتها في الابتزاز، واشاعة الضرر والأذى والمآسي بين الأصحاء من البشر حتى لا ينكشف أمرها أو تخسر صفقاتها مع دهاقنة المروجين لسلعها الضارة! وما يحضرني الآن الدور الذي قام به «لعب به» لوبي شركات التبغ «التدخين» في منع انتشار ونشر وتوزيع الدراسات العلمية التي ربطت منذ سبعينات القرن الهجري - خمسينات القرن الميلادي بين التدخين، والاصابة - اصابة رئتي الجهاز التنفسي في الإنسان.كما تقوم شركات المأكولات والمشروبات «غير الصحية» بدور كبير في تحسين طعم ومذاق ونكهة المأكولات السريعة والمجمدة والمعلبة لتظهر بمظهر رائع لضمان تسويقها - بكل يسر وسهولة - ولجني أرباح كبيرة، على وجه الخصوص، من زيادة أوزانها وتغيير مذاقها، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، تغذية بعض «الدجاج» في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية ببروتينات أصلها مستخرج من «الخنازير» لتغيير مذاقها ويجعلها مقبولة في تناولها ليزداد الطلب عليها إلى جانب زيادة أوزانها عبر حقنها بكمية مناسبة من شحوم الخنازير. ألم يحن الوقت لحماية المستهلكين مما تروجه صناعة المأكولات السريعة والأطعمة المعلبة الذين يزدادون غنى على غنى على حساب انتشار الأمراض والأورام؟.