مع أن الناس لا يتفقون أبداً على أمر واحد. فذاك من المستحيلات لاختلاف نظراتهم و تَفاوتِ وعيهم و تَبايُنِ مشاربهم. إلا أنهم متفقون، لا يكاد يشذُّ منهم أحد، أن (الفساد) ضرب بأطنابه مالياً و إدارياً و تنفيذياً. و يُدلّلون على تلك القناعة بأنه لم يتراجع أبداً جراء ما قيل من إجراءاتٍ و أُسس من أجهزة لمحاربته. بل في تَنامٍ سرطانيٍ مخيف. ثم يستنتجون أن التمادي في ذلك يعني الضياع و الانهيار. فماذا يمكن أن يعمل المصلحون.؟ سؤالٌ لا إجابة مقنعةَ له بعد أن اتّسع الخرق على الراقع. فلِلعلاج ثلاث مراحل. أولاها : (التشخيص) صحةُ إدراكِ حجمِ الفساد و أبعاده و أطرافه و العزيمةُ على إحباطه. ثانيها : (التخطيط) وضع الخطط المحكمة لمتابعة الفساد القديم و تطويقِ الحالي و منعِ الجديد. و ثالثها : (حسنُ التنفيذ)، لا (التنفيذ) وحده، بما يشمله من متابعة و محاسبةٍ و مواجهة. ذاك هو (الإطار العملي) لا (التحرك التنظيري). و هذا الإطار يحتاج إرادةً صارمة و برامج صادقة. لذا لا نزال قبل بداية الطريق. Twitter:@mmshibani