خذوا (الحكمةَ) من أفواه (الطُغاة). و هذه إحدى حكَمِ (مبارك). كرر عليه الوزراء شكاياتهم أن الصحفَ تُكثِر من نقد أعمالهم (و لا يعجبها العجب). فرد :(سيبوهُم يكتبوا زي ما هم عايزين..و إحنا نعمل اللي عايزين). طبعاً لم تكن (حريةُ الصحافة) تلك سعةَ صدرٍ منه.. فمتى كان للرؤساء صدور تتسع لغير أهوائهم.؟ .بل كان خياراً فَرضَتْه عليه سراً أمريكا بذريعة (التنفيس) عن الشعب. و مأربُها تعميقُ الامتعاض و عدمِ الثقةِ بين الشعب و النظام، و لو بنصيحةِ حقٍ يُراد بها باطل. لكن (الوَصفةَ المباركيّةَ) صالحةٌ لكل زمانٍ و مكانٍ و حكومةٍ و نظام. و هي أسرع طريقٍ (للهاوية). لأنها (مُحكَمَةُ التشخيص). فالصحف تكتب ما يُعايشه الناس من تَردٍّ و أخطاء، و أَخْذُ الرأسِ كتابتَها على مَحمَلِ الجِدِّ معدومٌ لأن نظرتَه أن دورها (تَنْفيسٌ) لا (تصحيح)، فتستمر الأجهزةُ التنفيذيةُ بلا حسابٍ أو متابعة. ثم تتفاقم الأمور حتى لا يعود بالإمكان حلُّها و يتسع الخرقُ على الراقع. ويحدث ما حدث. وقتَها لا أشك أن (مبارك) قال :(ليتني قرأتُ الصحف). وسيقول المعجبون به :(ليتني لم أتّخِذْ فُلاناً خليلاً). وفَهمُكُم..كفاية. Twitter:@mmshibani