لست ممن يعتبر إنفاق تطوير الكرة هدر مالٍ و جهد. فلو لم يكن من مكاسبه إلا ما يمثله فوز فرقها أحياناً من نشوة انتصار مشجعيها لَكَفتْ. فَنَفْسيّاتُ الشعوب تحتاج مدد النصر في خضم مآسيها الحياتية. لذا عمَّ الأسى بخروج منتخبنا مبكراً من دورة الخليج. أسى له مبرراته. لكنه ليس بِدعاً من المآسي. فَمَسار الأداء الحكومي مماثل. افتقدتْ أجهزة الحكومة كل ما يطور الإنسان أو خدماتها المستهدفة. بل بعضُها كان قبل عِقدٍ أفضل منه اليوم. تماماً كمنتخبٍ حقق أمجاداً وصلت كأس العالم ثم تَهاوى لحضيضٍ لم تبق دونه إلا دورة تجمعه بالصومال وجيبوتي ومدغشقر، علّه (يتأهل) لا (يفوز). اهتمت كل وزاراتنا ببناء المنشآت. ولا غرو، فهو الأسهل والأكثر إغراءً بعمولات عقوده. وسبحان الله، لا تعطله بيروقراطية.!. أما الإنسان أو الخدمة فلا مهتمَّ بهما إلا تنظيراً. الفرق الوحيد بين مسؤولي وزاراتنا و لاعبي منتخبنا، أن أولئك يُخفون خذلانَهم عن صاحب القرار، و هؤلاء تفضح الكاميرات حقائقَهم. فلا تزعلْ يا منتخبنا. Twitter: @mmshibani