عندما اتهم الرئيس منصف المرزوقي شريكه بالحُكم، (حركة النهضة)، بالسعي "للسيطرة على مفاصل الدولة"، تَناسى أن هذه لغة كلِ حكم.اقتناص ما يستطيع من مراكز القوة و ترك أضعفِها و أقلِّها تأثيراً لخصومه. و قد ارتضى هو (الرئاسة) الشكلية و أعطى حلفاءَه مواقع (التنفيذ) و (التشريع). الشعوب وحدها هي التي يخدعها (إعلامُ الثورات). تتوهّم أن (كلَّ قائمٍ) ضلال، و (كلَّ قادمٍ) فلاح، و أنها ستتخلص من (الشياطين) لتحكُمَها (الملائكة). و هي (تضليلات) لا تقل خطورةً عن كوارث المستبد الفاسد. الفرق بين (القائمِ) و(القادم) هو فقط (عنصر الوقت). فالأول أخذ عقوداً أو سنوات حتى برز للعيان فساده و إفساده. و الثاني لم يأخذْ بعد من (الوقت) ما يكشف حقائقه. لكن مؤشراته كما وصفها الرئيس التونسي :"تُذكّر بالعهد البائد". إنها السلطة يا فخامةَ الرئيس، لا الثقافة أو التنظير، تقول لك: إذا لم تكُن ذئباً أكلتْكَ الذئابُ. Twitter:@mmshibani