ونحن نستقبل العام الجديد 2013م أتأمل أوراقي المبعثرة، وكلمات الكائنة الحبرية التي تعيش في أعماقي وأتساءل في نفسي ، فلا أعرف ما إذا كان لايزال لدينا طاقة لاحتمال المزيد من الشدائد والأحزان، فكم من طفل تيتم، وكم من امرأة ترملت، وكم من أسرة تشتت وتركت خلفها منزلا يحمل ضحكاتهم، وذكرياتهم، وأحلامهم كم من مريض عوفي، وكم من سليم احتضنه التراب، كم من منزل فرح بمولود وآخر تعزّى بمفقود، كم من أفراح انقلبت أتراحاً، كم من الأحزان غيمت بلدانا، كم من ابتسامة أمل رسمتها أمهات لوجوه أطفالهم، وأعينهم تدمع حزنا أمام أصوات القنابل والدبابات كم من المشاهد الحزينة، والمؤلمة أخفوها عن أعينهم كم من الأحزان استقبلتها قلوبهم هذا العام ولكن يبقى الأمل بالعام الجديد فأهلا بك عام 2013 أهلا بأمل جديد ومستقبل مشرق. كعادتي في كل عام أحرص على شراء "الأجندة"، لكتابة يومياتي ولكن هذا العام توقفت عن عادتي عندما شعرت أنها يوميات حزينة أدون فيها كل يوم خبرا حزينا، وفقدان فقيد، فجعلتها صفحات لخربشاني وتواريخ، وأرقام هواتف، ومواعيد عشوائية لاتحمل من الأهمية شيئا..أحلام كثيرة وأمنيات عديدة تلاشت أمامي في لحظة، وجدت نفسي عاجزة عن تحقيقها، ولكن اليوم سأدونها في مذكرة، وأجندة جديدة سأبدا سطورها بعنوان استيقظي أيتها الأحلام المؤجلة. نطوي اليوم صفحة، وسنفتح صفحة جديدة، وكلنا أمل، واشتياق لنخط فيه الضحكات والفرح والسعادة ولكن هل سنقف طويلا أمام الصفحات البيضاء، لتأتي أيادٍ، وتخط خطوطا، وترسم تفاصيل لوحة مفروضة علينا، أم سنخط خطوطها قبل فوات الأوان وسنتشارك في تلوينها؟ نحن الآن على أعتاب مرحلة جديده نتمناها أفضل على الرغم من كل العقبات والصعوبات. مضى 2012 بحلوه ومرّه وكل الأمل أن يكون 2013 أكثر رأفة بنا، وبمن نحب أو بالأحرى علينا العمل بجد على أن يكون كذلك نتمنى في العام الجديد أن نرى ما كنا نأمل أن نراه في العام الماضي من خير وسعادة، وأن يسود الأمن والاستقرار وكل عام وأنتم بخير.