ها نحن بعد نقطة النهاية بعد انقطاع حبل الود الذي بيننا، بعد مضي اعوام عديدة، ها نحن كل منا يسلك طريقه، كل له وجهة، كل منا يسير في طريق مجهول المعالم. وكما يقال دائما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، والاقدار تحكمنا وليس لنا إلا ان نتقبل ونصبر ونمضي في تلك الحياة. كل ما يحدث الآن كان في ذاكرة الخيال، وصفحات من كتاب همشت اوراقه ولم تقرأ، كانت من دعابة الخرافة ولكنها الآن تهيمن على الاحداث لتكون هي الحدث البارز في القصة. فصل تكبد بالعناء والتعب وكثرة الشقاق، لينتهي بالفراق ربما يكون الآن فراقا حقيقيا لا رجعة فيه. خط القلم ذكريات عديدة وهاهو يكتب انتهى كل شيء.. تلك العبارة التي لم يعتقد يوما انه سيكتبها، وها هو الآن يرثي لحظاته وايامه فقط، رثاء يجهش بالبكاء والتساؤل لماذا كل هذا؟؟ سؤال للسراب، سؤال لن يكون له اجابة، سيهيم السؤال على وجهه ويمضي مع الايام لعله يجد تفسيراً لما حدث. ستبقى الايام مستمرة، وستكون الضماد الذي يداوي الجرح ويجبر ما قد كسر من قلوبنا، ستبقى الايام هي الحل للنسيان، وسنسير قدماً نحو غد افضل، نحو عالم تزخرفه احلامنا، وابتسامة تقول بعد انتهاء كل شيء. ستبدأ الحياة من جديد يا ايها النسيم القادم من بعيد، خذ معك رسالتي حلق مع الطيور، وانشد الالحان، اعزفها على وتر الحب وهمسة الاشتياق. اخبر احبتي اني مشتاقة لهم، كم اصبح الليل بعدهم يعمه السكون، والضحكات غابت وامسى القلب فيه حزينا. بعدهم ألمني، وترك جرحاً مازال ينزف كل يوم تعاودني الذكريات كيف كنا بين احضان البراءة نكبر، وتكبر معنا ايامنا تجملها ضحكاتنا، همساتنا، وآمالنا. مازلت اذكر صوتك مازلت اذكر بسمتك اين انت الآن، ذبلت بعدك الأوراق وهبت الرياح، اطفأت الشموع فقد ملت من الاحتراق. انظر الى النجوم بعد ان باعدت بيننا الايام اصبحت ترثي ايامنا وذهب لمعانها. كل يوم انظر فيه الى السماء انتظر فيه مرور الشهاب لاتمنى الامنيات، تعلو وجهي ابتسامة عريضة. حينما ارى صورتك ولكن بعد لحظات افتح عيني لأرى ان ذاك كان خيالا. ابعث لك بسمة من فؤادي، مع ورود الدنيا اهديها وعطورها ومعانيها. اسطرها بين احرف تهفو اليك حتى ترويها وتهمس لك ان حبك في القلب لن يقبل بديلا. * جدة