الحمد لله الواحد القهار جعل في تعاقب الليل والنهار عبرة لأولي الابصار وأشهد ان لا إله إلى الله العزيز الغفار حكم بفناء هذه الدار وأمر بالتزود لدار القرار واشهد ان نبينا محمداً عبدالله ورسوله المصطفى المختار صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأطهار وصحبه الابرار. عام مضى وعام قادم.. العام الثاني والثلاثون بعد الأربعمائة والألف للهجرة قد طوى بساطه وقوض خيامه وشد رحاله قطعناه من أعمارنا أين ليله؟ أين نهاره؟ أين يومه؟ أين شهره؟ أين صيفه؟ أين شتاؤه؟ أين أفراحه؟ أين أحزانه؟ أنها دوامة الحياة الدنيا التي لا تقف لأحد لا تنتظر أحداً ولا تحابي أحداً. إن لكل شيء بداية ونهاية وقد وعدنا عام 1432ه وقد حوى بين جنبيه وفي خزائنه ما حوى من الحكم والعبر والأحداث والغير وأعمال الخير والشر فلا إله إله الله كم شقي فيه من أناس وكم سعد فيه من آخرين؟ كم من طفل قد تيتم ومن امرأة قد ترملت وكم من متأهل قد تأيم؟ كم من مريض قوم قد تعافى وسليم قوم في التراب توارى كم من أهل بيت يشيعون ميتهم وآخرون يزفون عروسهم دار تفرح بمولود وأخرى تعزي بمفقود كم من دموع فرح في العيون ترقرقت وعبرات حزن على الخدود تحدرت آلام تتقلب أفراحاً وأفراح تنقلب أتراحاً أيام تمر على أصحابها كالأعوام وأعوام تمر على أصحابها كالأيام. انا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العمل فالعاقل من أتعظ بأمسه واجتهد لرمسه والليالي والأيام خزائن الأعمال ومراحل الآجال تبلى، الجديد وتقرب البعيد أيام تمر فإذا هي أعوام وأقوام تمضي في أثر أقوام، هذا مقبل وهذا مدبر وهذا محسن وهذا مسيء والكل إلى الله يسير إليه المنتهي والمصير. وان هذه الدنيا ليست بدار قرار وان ما بعدها دار |إلى الجنة أو النار كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك). ذهب عامكم شاهداً لكم أو عليكم فاحملوا زاداً كافياً واعدوا جواباً شافياً كفى قسوة للقلوب وتفريطاً في جنب علام الغيوب يا تاركاً للصلاة ومتهاوناً بها كفاك تركاً لما يصلك بالله أتى عليك بالمحرم ومن بعده صفر وشهر اثر شهر وأنت تنام عن صلاة الفجر والعصر لم تعرف روضة المسجد لك مكاناً فأنت دائماً في صلاتك تقضي وبسرعة منها تمضي. فاتقوا الله عباد الله واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لا يظلمون.. جعلنا الله وإياكم من المهتدين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. والله المستعان وعليه التكلان. *عضو المجلس المحلي بمحافظة الرس