ما يحصل في مصر ليس كسر عظمٍ بل عملية اختبارٍ من المعارضين لمدى قوةِ حكمها و من حاكمِها لتَطويعِ مُخالفيه. فالإعلان الدستوري لا يزيد من صلاحيات الرئيس شيئاً. و لعله اتخذه للتخلص من بقايا النظام البائد بمِرفقِ القضاء، فاستبق به ما يُحاك ضده من دسائس لم تظهر للعيان. تماماً كما استبق العسكر بحلِ مجلسِهم بعد أن ناجَزوه وأرادوه تحت عباءتهم. هي صراعاتٌ قويةٌ خفيّةٌ. ظاهرها إرادةُ الرئيس تطهير البلاد من الفساد قضائياً وإعلامياً ومالياً. و بَواطنُها الاستحواذُ على مفاصل الدولة ومراكز النفوذ، لِيَستَتِبَّ حكمُ الداخل فيتفرغ النظام بعدها للخارج. ذاك هو الجوهر وإنْ غَلّفتْه شكلياً مظاهراتُ الميادين المستهدفة ترسيخَ مكانة كل طرفٍ إعلامياً. وعندما تتخذ المظاهرات شكلاً تخريبياً أو دموياً من هذا الطرف أو ذاك فإنما تصبغ الواقع بصبغة درامية لِلَفتِ الأنظار، لكنها لا تؤثر في طرفها الآخر. لأنه يفهم لعبتَها فيتعامل بذات اللغة و المفردات. الثوراتْ..على صراعاتِ القوى تَقتاتْ. Twitter:@mmshibani