* انا استغرب منذ مدة طويلة: ما بال وكالة الثقافة في وزارة الثقافة والإعلام وهي راعية الثقافة والأدب الآن في بلادنا تقف متفرجة تماماً على مشهد استقالات أعضاء الأندية الأدبية المختلفة، واحداً تلو الآخر، دون أن نرى لها أي دور!! * فثمة من يستقيل في صمت، دون جلبة ولا جدال، ودون أن يعرف الوسط الثقافي أسباباً لاسقالته وثمة من يستقيل في هدوء واحترام، ويقال إن من أسباب استقالته كثرة أعماله وارتباطاته، وثمة من يستقيل في زفة ومهرجان ونشر للغسيل! * استغرب: ما دور وكالة الثقافة وهي ترى عدداً غير يسير ممن اختارتهم هي، لينهضوا بالأندية، بعد أن آل أمرها إليها، فيجعلوها تواكب المستحدثات والمعطيات الثقافية والاجتماعية والعلمية الجديدة، ترى هؤلاء الذين قالت انها اختارتهم بعناية ودقة، ليمثل كل واحد منهم شريحة مهمة من شرائح مجتمعنا، تراهم يستقيلون، ويتركون ما أنيط بهم من مسؤوليات؟ * استغرب: إذا كان هؤلاء الأعضاء الذين اختارتهم الوكالة أناساً مهمين يمثلون قطاعات مختلفة، وتم اختيارهم بعناية ودقة، لكفاءتهم وعمليتهم وسمعتهم الطيبة، كيف تفرط فيهم بهذه السهولة، دون أن تثنيهم عن استقالاتهم، أو تدرس أمرهم، للحد من هذه الاستقالات؟ * إن التزام وكالة الثقافة الصمت المطبق أمام هذا الذي يحدث حمل البعض منهم على مقاطعة الأندية، وحمل الآخرين على أن يشتكوا أحوالهم مع أنديتهم إلى الرأي العام في الصحف، وينشروا غسيل الأندية على الملأ، ويثيروا الفضائح، فيظهر لنا بعضهم منها أقزاماً صغاراً، وهم محسوبون في الكبار، بل معدودون في الأمثلة والقدوات! * ما كان أسهل على الوكالة أن تستقرئ أمر استقالات هؤلاء الأعضاء وقد استفحل وتعدد وتبحث في أسبابه، إن لم تستطع الحؤول دونه، وذلك من خلال استدعائهم في اجتماع شفاف، واستيضاح الأسباب الحقيقية منهم، بمنتهى الصراحة والتفصيل، للوصول إلى شيء مفيد في علاج الموضوع، لخير مستقبل هذه الأندية. * لماذا يُقدم أعضاء مهمون على الاستقالة من الأندية كالدكتور عبدالله مناع وهو من هو في شهرته وتاريخه والدكتور محمد يعقوب تركستاني وهو من هو في حكمته وأناته وطول باعه في خدمة التراث والعربية والأستاذ حسين عجيان العروي وهو من شباب أدباء بلادنا الواعدين الذين كان ينتظر أن يكون لهم اسهام زاهر في أنديتنا، وغيرهم كثير!! ** قبسة: لا يُطفأ الحريق بالريق! حكمة عربية [email protected] مكةالمكرمة: ص. ب: 223 ناسوخ: 5724333