استوقفني حديث صحفي لرئيس (الشركة السعودية للكهرباء)، قال فيه إن منزله تعرض لانقطاعات التيار هذا الصيف. فحمدتُ الله أن في كبار مسؤولي خدمات المواطنين من يكتوي بنار قطاعه. لعلّه الوحيد. ما لم يخرجْ علينا غيره. كأن يقول وزير الزراعة مثلاً إن أُسرته لم تعد تستطيع شراء اللحم الأحمر فلَجأتْ للدواجن، أو وزير التعليم أن أبناءه يدرسون بمدرسةٍ حكوميةٍ، أو وزير الصحة أن عياله يُعالَجون بمستوصفاتٍ و مستشفياتٍ عامةٍ، أو وزير البلديات بألا منحةَ أرضٍ له أو لأبنائه تفوق مساحةَ منحِ المواطنين، أو وزير الإسكان أنّ أهلَه بقائمةِ انتظارِ صندوقِ التنميةِ العقاري لخمسِ سنواتٍ قادمة، أو وزير العمل أنّ أنجالَه مسجّلون بطلباتِ توظيفِ مكاتبِ العمل، أو وزير الشؤون الاجتماعية أن أياً من أقاربه المباشرين ينتظر تحويلَ الضمان الاجتماعي الزهيد أول الشهر..أو..أو..إلخ. عندما يُعايش كلُ مسؤولٍ في حياته الحقيقية محاسنَ وسلبياتِ حقله فيتأثر بها سيُصحح قطاعه. وقتَها نوقنُ أن (الإصلاح) قادمٌ بجدٍ وإخلاص. وإلا ستبقى الشعاراتُ براقةً. ويبقى رئيس الكهرباء وحده يكتوي بنار انقطاعها، ما لم يُغيّر سكنَه..فيَلْحق بالآخرين. Twitter:@mmshibani