إذا كانت (إيران) شرق السعودية تلعب أوراقاً خليجية خطيرة، (فاثيوبيا) غربها تُؤدي أدواراً إقليمية تَقِلُّ ضوضاء فقط، لا خطورةً. (اثيوبيا) صندوق أسود مُحكَمُ الإغلاقِ بالاستبداد والقمع. يُذكّر بأوروبا الشرقية. يسكتُ عنها الغربُ والشرق لسببيْن : دورِها التآمري الإستراتيجي لصالح إسرائيل و كونِها دولةً غير مسلمة توجّه سمومها للمسلمين. فلا ضجيج ولا إعلام ببلد لم يتغيّر حكمُه سوى ثلاث مرات منذ الحرب العالمية الثانية.! لذا تأتي وفاة رئيسه القوي زيناوي تحدياً بين إمكانية استمرار القبضة الفولاذية بتلميذِه نائبِه ديسيلين (47 عاماً)، وبين تغييرِه، أو احتمالٍ أضْأَلَ و هو صراع الورثة في الإئتلاف الحاكم وعودةِ حركاتِ التمرد. لكن الغرب وإسرائيل تحركوا منذ أشهر بقوةٍ وسريةٍ فائقتيْن لترتيب الأوضاع والمحافظةِ على جيشِها القوي الجاهزِ للتدخل بأيِ مكان (عشرة آلاف حالياً في الصومال) و أدوارِها (حيال اريتيريا المسلمة و فصلِ جنوبِ السودان و نهرِ النيل). و لعل أطماعها الإقليمية أبعد..تنتظر فقط الوقتَ المناسب والضوءَ الأخضر. Twitter:@mmshibani