أشاد عدد من قادة الدول الأفريقية والعالم أمس، بالدور «الاستراتيجي» الذي لعبه رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي الذي توفي في بروكسيل، بعدما حكم بلاده بقبضة من حديد طيلة عشرين عاماً. وحدها «حركة الشباب» الصومالية الاسلامية المتشددة أعربت عن ارتياحها إلى نبأ وفاة زيناوي الذي أرسل الجيش الإثيوبي مرتين إلى الصومال، حيث لا يزال منتشراً. وأجمع مراقبون على أن غياب زيناوي الحليف الوثيق لواشنطن يترك فراغاً واسعاً في منطقة شرق أفريقيا والقارة السوداء حيث تعتبر إثيوبيا قوة إقليمية كبرى. كما يشكل غيابه نكسة لعملية مكافحة التطرف الإسلامي في منطقة القرن الأفريقي المضطربة. ورأى الرئيس الكيني مواي كيباكي في بيان أن وفاة زيناوي «خسارة كبيرة»، معتبراً أنه قائد «براغماتي وصاحب رؤية أمّنت الاستقرار لبلده ووضعته على طريق النمو الاقتصادي». وأضاف أن «المنطقة (شرق أفريقيا) والقارة فقدت قيادة ومؤهلات المفاوض» التي كان يتمتع بها الراحل. وأبدى رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا «قلقاً» على استقرار إثيوبيا التي يهددها العنف العرقي. وفي جنوب السودان، أشاد وزير الإعلام برنابا ماريال بنجامين ب «الدور الاستراتيجي» الذي لعبه الراحل في العلاقات بين جوباوالخرطوم، معتبراً أن زيناوي كان «قائداً عظيماً». وقال إن الأخير «كان رائعاً ليس في ما يتعلق بعلاقاتنا الاستراتيجية بين جنوب السودان وإثيوبيا فحسب، بل أيضاً بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقي كلِف السعي إلى سلام بين السودان وجنوب السودان المستقل حديثاً». في الخرطوم، أعلنت وزارة الخارجية أن «القارة الأفريقية فقدت قائداً حكيماً لعب دوراً مهماً في دعم الجهود من أجل السلام والاستقرار في القارة، خصوصاً عبر استضافة المفاوضات مع جنوب السودان لأكثر من سنة». أما أوغندا فرأت في وفاة زيناوي «خسارة كبيرة لكل أفريقيا، لأنه ساهم في التوصل إلى حلول للمشاكل فيها». وأشار وزير التعاون الإقليمي الأوغندي عثمان كيينجي إلى أن زيناوي أرسل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قوات إثيوبية إلى الصومال لدعم قوة الاتحاد الأفريقي، معربا عن أمله بأن تواصل الحكومة الإثيوبية الجديدة شراكتها مع هذه القوة. ونعى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل، لافتاً إلى أنه كان «قائداً قوياً ليس في بلده فحسب بل في كل القارة الأفريقية، يعمل كوسيط في عدد كبير من المناقشات، خصوصاً في القرن الأفريقي». وأكد أن جنوب أفريقيا «واثقة من أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية هايلي مريام ديسيلين الذي سيكون رئيس الحكومة بالوكالة بموجب الدستور الإثيوبي، سيواصل العمل لصون الاستقرار والسلام في المنطقة وليحمي بذلك إرث سلفه». وأكد رئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروزو أن زيناوي كان «زعيماً أفريقياً محترماً برهن على التزام شخصي كبير لسنوات عدة من أجل تحسين حياة الإثيوبيين وكل شعوب أفريقيا». وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إن زيناوي كان «ناطقاً ومصدر الهام لأفريقيا حول القضايا الدولية وبرهن على قدراته كقائد وصاحب رؤية في الصومال والسودان» المجاورين لإثيوبيا واللذين يواجهان اضطرابات. في المقابل، أشارت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان ووسائل إعلام، إلى ما وصفته ب «الإرث القمعي» لرئيس الوزراء الإثيوبي الراحل، داعية إلى إطلاق السجناء السياسيين في إثيوبيا.