المكارم الربانية لهذا البلد كثيرة والحديث عنها حديث يطول ولا يمل ، ومن أبرزها أن قيض الله لها رجالاً يحكمون فيها بشرعه الذي يعلو على كل شرع .. ويغني عن كل تشريع ، إنهم أبناء الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله – الذين عاهدوا الله وعاهدوا الشعب على ألا يحيدوا عن كتابه القويم وما يصح عن سنة سيد المرسلين عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم ؛الأمر الذي خلق حالة نادرة من التلاحم بين القيادة والشعب لا يزال العالم في انبهاره بها وعجزه أن إيجاد ما يماثلها. بالأمس شيّع الناس جثمان الأمير نايف بقلوب مطمئنة بقضاء الله وقدره .. صابرة محتسبة .. ومؤمنة بأن الله سيخلفهم بالخير .. فلم يلبث الناس حتى تمت تسمية الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد في سلاسة تامة وهدوء يبعث على الطمأنينة والأمان .. المريح في هذا الاختيار أنه أتى ليثبت أن صاحب الاختيار - خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله - كان يستشعر ما يشعر به الناس ، وكأنه يعلم بما تكنه أفئدتهم وما تلهج به ألسنتهم في طول البلاد وعرضها إزاء هذا الرجل الحكيم صاحب السجل الحافل بالإنجازات الإدارية والعطاء الإنساني في شتى المجالات أدركتها أذهان الناس ووعتها ولامستها ليس في عام أو عامين .. بل على مدى خمسين عاماً .. داخل المملكة وخارجها ليكون بحق أحد شركاء التنمية والبناء على أرض هذه الدولة العظيمة . وما أمر اختيار سمو الأمير سلمان لولاية العهد إلا دليل على إحاطة وافية بما يلوح في خلجات الشعب تجاه هذا الرجل العظيم ،ولعل هذا التوافق بين قرار القيادة وإرادة الشعب هو احد الأسرار العظيمة التي جسدت هذا التلاحم السميك بينهما على هذه الأرض الطاهرة. خالص الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الذي كان اختياره لسمو الأمير سلمان ولياً للعهد ونائباً لرئاسة مجلس الوزراء تتويجاً عظيماً .. ومستحقاً .. وبالغ الأهمية .. ليس للأمير سلمان وحده .. بل للأمتين العربية والإسلامية ..فهنيئاً لنا بسلمان. Twitter: @ad_alshihri