نحن اليوم في حزن عميق نودع أميرا أحببناه، وقد خفف مصابنا عندما تلقينا نبأ الثقة الملكية الكريمة بتعيين أميرنا الغالي على قلوبنا جميعا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد. فعندما نتحدث عن الأمير سلمان، نجد أنفسنا في حيرة شديدة، من أين نبدأ وفي أي جانب نكتب، وللأمانة فإن الكتابة عن هذه الشخصية العظيمة مسؤولية كبيرة، لأننا مهما كتبنا فلن نوفيه حقه. لقد أطل علينا قائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين باختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع، هذا الاختيار الذي نرى فيه، ويرى فيه الجميع، الحكمة والرأي الصائب السديد. لقد كان في هذه الثقة الملكية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين بتعيين سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد تحقيق واقعي ودعم واضح لاستقرار المملكة العربية السعودية، وتقدير بين للقدرات الكبيرة التي يتمتع بها سموه في توطيد أواصر التلاحم بين القيادة والشعب بالإخلاص والتفاني وتحقيق الكرامة لكل فرد من أفراد الشعب السعودي النبيل، صاحب القلوب الصافية المسلمة البيضاء والفطرة السليمة النقية. وهذه الثقة الملكية الكريمة بنظرتها الثاقبة اختارت لهذا الشعب أميرا مخلصا أمينا حكيما كما عرفناه دائما فهو امتداد حقيقي لسياسة القيادة الأبوية الحازمة، الحريصة على الأمن والاستقرار، والسهر على مصلحة الأبناء وراحتهم ورفعتهم وعلوهم في العلم والدين. لقد قيض الله لهذا الشعب قيادة أمينة تمضي به إلى مزيد من الخير والطمأنينة والتقدم والرخاء، وهذه الثقة الملكية الكريمة بنظرتها الثاقبة اختارت لهذا الشعب أميرا مخلصا أمينا حكيما تملك القلوب بالإحسان والمواقف المشرفة. إن عظمة الدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين، هو نتاج لتطور وإبداع فكر إنساني وإرادته صلبة تكاد تصنع المعجزات في ترتيب البيت السعودي لكي يكون متماسكا وقويا محافظا على كرامته وكبريائه، فقد أولى يحفظه الله عناية فائقة بالسياسة الداخلية واهتم بمعاناة المواطنين لذلك جاءت جميع قراراته وسياسته تصب في صالح الوطن والمواطن. وما تحقق خلال الفترة الماضية من الانطلاقة على طريق التطوير والتحديث يشكل نقلة مهمة في مجال التشريعات والقوانين، ومقدمات تنظيمية وإدارية ضرورية في سبيل نهضة تنموية شاملة في إطار خطة عامة للتطوير، وفي هذا اليوم ونحن نودع أميرنا وولي عهدنا نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله نبايع أميرا محبوبا على قلوبنا عشنا معه في مناسبات مختلفة عرفناه عن قرب، بادلناه الثقة والمحبة إنه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله. فقد اضطلع بالمسؤوليات الجسام، فكان ولايزال مثالا عاليا وأنموذجا فريدا في قيادته وتوجيهاته. ونحن بدورنا نبايعك يا أميرنا سلمان على السمع والطاعة في ظل قائد وباني هذا الصرح العملاق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله وأيده بعونه وتوفيقه. وإننا على العهد والوعد نسير خلف قائد هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالمضي قدما معهم وبقيادتهم، لنقول سيروا على بركة الله ونحن معكم لنبني مملكتنا كما تحبون ونحب. كما نرفع التباريك لسموه الكريم وللأسرة السعودية الكريمة وندعو الله أن يحفظ بلادنا وأمنها واستقرارها. وفق الله القيادة الرشيدة وحفظها من كل سوء وألهمنا حسن طاعتها للنهوض ببلادنا إلى أرفع الدرجات وأرقى المستويات. * أستاذ المعلومات جامعة الملك سعود عضو مجلس الشورى