لقد كانت الصورة المؤثرة التي حمل بها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، لنعش أخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، تعبر عن مدى التماسك والتلاحم والوفاء بين أفراد هذه الأسرة الكريمة التي أيدت كلها اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - لسمو الأمير نايف ولياً للعهد خلفاً لفقيد الأمة الكبير "سلطان الخير" ، ولابد أن هذا الاختيار والإجماع على مستوى العائلة المالكة الكريمة والشعب السعودي الأصيل يدل بما لايدع مجالا للشك عن مدى تلاحم الأسرة المالكة في هذا البلد المعطاء فيما بينها أولاً، ومن ثم مانشهده اليوم من بيعة شعبية شاملة في كافة أرجاء المملكة حول هذا الاختيار يدل دلالة عميقة على لحمة المواطن بقيادته ثانياً. وصورة الوفاء العظيم التي سطرها الأمير نايف بحمل نعش أخيه توازيها وفاء أعمال شقيقه "سلمان الوفاء" سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، بوقوفه إلى جوار شقيقه الراحل "سلطان الخير" طوال فترة مرضه خارج المملكة. وهذان الرجلان الوفيان لا بد أنهما يستمدان هذه المكارم من قائدهما الفذ، رجل الوفاء الأصيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أبى إلا أن يغالب المرض ويحضر بنفسه لاستقبال جثمان أخيه ومن ثم يشيعه في اليوم التالي رغم معاناته مع العملية الجراحيةالتي كان خارجاً منها لتوه. وبدوري هنا فإني أجد من الأهمية بمكان باسم بلدي جمهورية جيبوتي أن أنقل تحيات وتهاني فخامة السيد إسماعيل عمر جيله، رئيس جمهورية جيبوتي والحكومة والشعب الجيبوتي إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة ملكاً وحكومة وشعباً بهذا الاختيار سائلاً الله تعالى أن يوفق ولي العهد الجديد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود في مهمته الجسيمة في هذه المرحلة الهامة من تاريخ وطنه وشعبه وأمته ليكون خير عون وعضد لأخيه خادم الحرمين الشريفين. لقد عرف عن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله حكمته وأناته وصبره وحزمه في كافة الظروف والمراحل، واعتباراً لكون المملكة العربية السعودية الشقيقة هي رأس الأمة وقلبها النابض وقبلة المسلمين التي تأوي إليها أفئدتهم، وهي القائدة سياسياً واقتصادياً بما حباها الله من قدرات جعلها تكليفاً بالإضافة لكونها تشريفاً باعتبارها مهبط الوحي وثرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فإني كسفير لجمهورية جيبوتي البلد العربي المسلم الجار للمملكة العربية السعودية، أرجو من العلي القدير أن يجعل هذه البيعة، بيعة خير وبركة متواصلة لا ينقطع مدى استرسالها على أرض هذا الوطن العزيز الغالي على كل مسلم غيور. فهنيئاً للسعوديين بقيادتهم وهنيئاً للقيادة السعودية بشعبها الأصيل. ووفق الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في مهمته العظيمة ، وسدد على طريق الخير خطاه ليكون خير خلف لخير سلف في شد أزر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبدالعزيز، أمده الله بالصحة وطول العمر. * سفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة