استفتح شعاري بمقولة -محرر المقهورين – غاندي ("كن أنت التغيّر الذي تختاره في هذا العالم") . انه من النادر في المجتمعات العربية قول أنت ناجح لأنك أتيت بالشعار الجديد . بل الأصح والأكثر قولاً أنت على خطأ لأنك خالفت شعارهم وشعار من قبلهم . الشعارات الرنانة هي بمثل الشوكة الرنانة – التي تدرس في علم الفيزياء – تضربها على حافة الطاولة وتسمع صوتاً اهتزازياً مكرراً وكأنها أمواج البحر تكرر نفسها . الشعارات الرنانة هي بمثل الأفكار والآراء في هذا المجتمع . جميعها نسخة من بعض كونت اهتزازات بنفس الأفكار تردد بعضها الآخر . حيث الذي قاله فلان لابد أن يكون مثل الذي قاله فلان آخر من قبله ، ان خالفت هذا الشعار فبالتأكيد أنت ارتكبت جرماً عظيماً . فالمجتمع يقاس بالأفكار متى ما ارتقت الأفكار يرتقي معه المجتمع وتبنى الحضارات فالعلاقة طردية نسبية . لنتأمل للحظة بسيطة في مجتمعنا الحالي ،لا توجد حضارة مستقلة أو تطور أو فكر ناجح ، بل انها مجرد عادة يومية مكررة ، تردد بنفس الشعارات القديمة . إذن النتيجة مثل التي مضت من سنين فالفكرة تكرر كل يوم حتى يصبح الشعار مقدساً لا يستطيع أحد المساس أو إتيان الجديد والبديل . اذن لا يمكن أن تبنى حضارة حتى لو بعد ألف عام . في مجتمعي لا نستطيع صناعة تطور وفكر جديد والسبب الرئيسي يكمن في أن العقول تساوت وأن الجميع يردد نفس الشعار الذي قاله فلان قبله ..اذن لا جديد ..!! لأن الجديد يحتاج الى شعار آخر مناقض تماما أو مجدد للشعار الذي قبله حتى يظهر الجديد والتغيير . هنا سؤال مهم ولا بد من طرحه كيف لي أن أحكم على شعارات جديدة لم تطرح في قائمة الرأي بالخطأ والتقديس بشعار قبلي قاله فلان بأنه الصحيح وأنه دوما على الطريق المستقيم ؟! أترك الجواب للأفكار الجديدة والنيرة .اذن التجديد يحتاج لعقول ناضجة تفكر وتضع جميع الشعارات على طاولة النقاش .. حتى نختار الحق والحُق يقال حتى لو لم يقتنع الشخص بأي شعار بل الواجب عليه أن يخلق شعاراً من عنده وأن يقتنع بداخله بأنه ناجح الخطى. ووجب علينا كمتجمع أن لا نرميه بالخطأ بل نعطيه البيان حتى يأتي بالجديد . فليكن التغير والتجديد والشعار هو أنت لا من قبلك ولا من بعدك ..ودمتم مجددين .