هناك رجال يتركون مآثر طيبة في رحيلهم ، كالأنبياء والصالحين ، ورجال دولٍ . يكاد الزمان ألاّ يكرر أعمالهم ، ولكن يتركون أفكارهم وتعاليمهم ، للذين بعدهم ، فيخرج لنا مستقبلاً جيل تعلم وتربى من تاريخهم ، فالتاريخ لا يبني حضارة من عدم، بل الرجال هم الحضارة والتاريخ ، هم من صنعوا الصرح العظيم ، ومن الرجالات نايف بن عبدالعزيز رحمه الله،عظيم الشأن ترك لنا نبل شجاعته في التصدي للأعداء. فالإرهاب يحتاج رجالاً ذوي خبرةٍ ودهاء للتصدي لهم،بل تجفيف منابع سمومهم وأفكارهم المضللة،لكي يعيش الإنسان بأمن وأمان ، فهي مسألة معقدة ومتعبة ، خلايا لا نراها تقاتل باسم الدين ، والمجتمع متدين ، ويحتاج هذا الأمر توضيحاً في مسائل الدين،بل حنكة سياسية لشعب يرى مصالح الدين فوق كل اعتبار أي لا مشكلة بسفك الدماء ضد أي إنسان باسم الدين، وهذا الخطأ الذي سار عليه الناس لفترةٍ من الزمان،ووقف هذا الرجل رحمه الله مع رجالات الدين المخلصين لدينهم ولوطنهم،ضد أفكارهم وتوضيحها، حتى بات للعيان المنهج الصحيح والقويم،الذي يحفظ أمن الوطن والمواطن. وهنا نختم في رحيل هذا الرجل ، هو رحيل أمة رحلت بأكملها،رحيل هذا الرجل،هو رحيل مجد العمل والمثابرة.هذا الرجل يبقى بالرغم من رحيله يعطي للمستقبل أملاً بما تركه من مآثر خيرية يشهد لها التاريخ. حمى البلاد من براثن الإرهاب الفكري والدموي، فقد مرت البلاد بأيام عصيبة، وعشنا ساعات مظلمة ورعباً وخوفاً من شرذمة لا نراها ونسمع دوي أصواتها، تسفك الدماء، مدعيةً أن لهم الحق في قتل الأبرياء، حتى جاء هذا الرجل بنصرٍ مبين من الله ثم من رجالاته الأوفياء حامين الديار من دنس الملوثين، فطهروا البلاد من العابثين. رحمك الله ورحم أيام الأمن والأمان، وسيبقى رجالك من بعدك أوفياء يحمون البلاد من كل الشرور رسالتهم الدين والوطن وكلمتك شامخة تذكرها الأجيال بأن الأمن هو الرخاء في ظل قيادة حكيمة. عزاؤنا لملك البلاد خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ,أيده بنصرٍ مبين ، وولي عهده الأمين ، وللشعب السعودي النبيل،الذي عبر عن حزنه،وصبر على ما جاء،فالله مع الصابرين. [email protected]