الإسلام نظرياً كما هو معروف دين وسط في العبادة وفي الحياة عامة، وهناك مقاصد وأمور سهلها الله للناس كي لا يكون حرج وثقل على الناس، هذا ما كان في عهد صدر الإسلام، حيث منذ بزوغه كان النواة الحقيقية لكل تعاليم الأديان السماوية.فقد طبقت تعاليمه كما جاء في القرآن الكريم في عهد النبي محمد (ص) وخلفائه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وفي عهد عثمان بن عفان بدأت الأمور تتهاوى بأسباب سياسية في اختلاف الرأي والتعصب والتطرف حتى انتهى الأمر بسفك الدماء. منذ ذلك العهد بدأت جذور التطرف تأخذ حيزاً في تعاليمِ الإسلام في فهمهِ وتطبيقه، مما سبب تناحراً بين فئةٍ وفئة وكل فئةٍ انحدرت منها فروع. التطرف : سلوك يتخذه أفراد معينون لفهم نصوص قرآنية بشكل منقوص، دائماً تدفعهم العاطفة ذلك من أجل إبعاد الخصم، وهذا ما حدث في الماضي ويحدث اليوم بتعصب وغلوا للتمسك بالإرث الماضي والعمل به والانتصار له.هذه النزعة سببت تشتتاً للعامة وتعطيل العقل وفهمه معاً، مما سبب تراكما عبر السنين، أفشل عملية الإسلام في التطبيق، لو بحثنا جيداً عن ما وراء الأسباب، لوجدنا منها التدخل السياسي في الدين وكذلك من اتخذ نفسه وليا وفقيها على الأمة لينتهج منهجا تهواه نفسه ورصد نصوصا بغير إدراكٍ والرجوع للثوابت والأصول بزعمه صالحة لهذا الزمان، حيث تختلف أطباع البشر في كل زمن. الإسلام هو الحل تُطالب الشعوب العربية بهذه العبارة، كأن الإسلام بعيد عنها، هو لا يأتي بهذه الطريقة كي يفرض نفسه على الجميع، حيث حتماً سيفشل في اعتداله، بل يأتي بالديمقراطية وبناء دولة مدنية يعيشها الجميع، المسلم وغير المسلم.وهذا ما لاحظناه في خلافة عمر بن الخطاب في بناء دولة مدنية ديمقراطية استوعبها الجميع وعاش تحت ظلالها ثلاث ديانات من غير تناحر، هو لم يخلط الدين بالسياسة بل طبق سياسة الوطن للجميع والدين لله وعدل وفرق بين الخير والشر.حيث أن العدالة الاجتماعية هي النواة في كل بلدٍ أو دين، إن تحققت تحقق الأمن والاستقرار فيتلاشى الجهل في الدين، ولا مقدور أياً كان العبث بالثوابت والأصول ونشر الفوضى، فالإسلام الحقيقي هو تحقيق العدالة والقول اللين من أفضل سمات السماحة في الإسلام. mailto:[email protected]