دعوت الاسبوع الماضي إلى مجلس عامر لامرأة ثقيلة (بالوزن) والفكر والأدب والمكانة الاجتماعية، وكان المجلس مكتظاً بالنساء من فئات عمرية مختلفه بدأً ممن هي في عمر الزهور إلى من وصلت لسن اليأس! وعند دخولي فوجئت بصديقة قديمة أعرفها من أيام (كنا صغار ولسه في ذمة الأقدار) لكن الأقدار غيرتها و حولتها تماماً لدرجة إني لم أعرفها عند إقبالها عليَّ منذ اللحظة الأولى إلى أن ذكرتني بنفسها، لأنها تحولت وتغيرت تغييراً جذرياً بقدرة قادر إلى (بويه) - بمعنى بنت مسترجلة - وكانت «زمان» فتاة ناعمة رقيقة ينطبق عليها المثل الحجازي القائل: (الحلوة إن قعدت تبان وإن قامت تلحقها الأعيان) فسبحان من يغير و لا يتغير.. المهم في هذا الموقف السخيف إنها (تحمست) زيادة عن اللزوم في سلامها عليَّ، (فتشعبطت) على كتوفي وأخذتني بحرارة بالأحضان وراحت تقبلني ذات اليمين وذات الشمال، مما سبب لي الإحراج ولفت جميع الأنظار من حولنا! هذا الموقف ذكرني بمقابلة تلفزيونية شاهدتها مع فتاة مسترجلة أو (بويه) تتمنى أن تتزوج (حبيبتها) وتعيش معها، لكنها تقول إن المجتمع العربي يرفض مثل هذه العلاقات وهي تفكر بالهجرة للخارج (ليوفقوا راسين بالحلال) ويزوجونهن، وتتمنى أن تنجب منها أيضاً عن طريق الإخصاب وما إلى ذلك و (آه ياقلبي يا كتكت كم تشوف وكم تسكت)! وطبعاً هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا ومدارسنا وجامعاتنا، فالبنت البويه تحذو حذو الشاب في كل شيء، في طريقة التحدث والملبس وقصة الشعر وحتى «تسبيلة العين» والغمزة عند المغازلات، فالبويه مثلاً ترسم شباكها على واحدة ثم تكتب لها على ورقة صغيرة الرقم / والاسم الحركي، مثلاً وجدان تتحول إلى وليد، وبدرية / لبندر، وسعدية لأسعد... وعلى قول المثل الحجازي: (عمية تحسس لمجنونة وتقول لها وي يا أختي حواجبك سود ومقرونة). وبما أن الشيء بالشيء يذكر فالحديث عن الجنس الثالث أو (الخكارية) وهو المصطلح الدارج بالعامية على أشباه الرجال (المتخنثين) كذلك يفرض نفسه، فالخكري هو المذكر الناعم (البسكوتة) الذي لا يمت للرجولة بصلة، و قد تكسره أو تجرح مشاعره كلمة واحدة إلى نصفين، فهو حساس رقيق بطبعه، يتبع منهج التميع (والبسط وهز الوسط)! وفي حقيقة الأمر أشكالهم ومظهرهم الخارجي مقرف وحدث ولا حرج عنهم، فهم يهتمون بتناسق الجسم وينافسون النساء في عمليات التجميل وحقن البوتكس والكولجين، و(تنفيخ) الشفاه والأرداف ليظهروا مفاتنهم عند المشي وعند الرقص في الحفلات و(هز يا وز)! أسئلة كثيرة تطرح نفسها لماذا وصل الحال بهم لهذا الحد؟ نساء مسترجلات وأشباه رجال متخنثين لا هم بنساء ولا هم برجال، ومن خكري لبويه.. ومن بويه لخكري يا قلبي لا تحزن! rzamka@ [email protected]