الرياض أكثر المدن بهاءً في المملكة العربية السعودية ، بل أكثر العواصم حضارة في الوطن العربي. تبهركَ مبانيها الشاهقة ، وبشوارعها الفسيحة وطرقها الجميلة ، خاصةً بعد منتصف الليل. وأيضاً تبهركَ بمراكزها التجارية. لكن في وقت النهار ، خاصةً الصباح ، تسيء أحوالها ساعة حدوث الزحام وقت ذهاب الناس إلى أعمالها وحين عودتها ، ناهيك عن حرارة جوها المعروف طوال العام. برغم ما ذكرناه الأمر يزداد سوءً يوماً بعد يوم ، حيث عدد السكان في ازدياد وقلة إدراك قائدي المركبات بقوانين المرور وضعف إمكانية وخطط إدارة المرور . حيث لو حصل حادث سير بسيط سبب زحمةً مرورية تمكث وقتاً طويلاً ،وللأسف لا يوجد حل لهذه المعضلة . من أثار هذا الروتين اليومي الممل عند الذهاب للعمل وعند العودة ، يسبب فقداناً للأعصاب وتلفاً في التركيز والإدراك والوعي مما يضعف من إنتاجية الموظف والعامل في القطاع العام والخاص ، ومن الآثار السلبية أيضاً قلة الأخلاق لدى الفرد مما يؤثر على المجتمع مستقبلاً ، مما ينتج ازدياد حالات العنف الأسري والطلاق . الأمر ليس بسيطاً يا سادة أو كما تتصورون ، لا توجد خطط لتطوير الطرق ولا خطط ميدانية للقضاء على الزحام ، ناهيك عن ضعف وخمول أفراد المرور وضعف وعي المجتمع بقوانين المرور كما أسلفنا. نحن لا نحمل ذلك لإدارة المرور وحدها، ولا وزارة المواصلات ولا حتى الفرد ، بل المشكلة يتحملها كامل المجتمع ، تبدأ من الفرد أي المواطن وتنتهي عند المسؤول. وهناك معضلة أخرى بقيادة الأفراد من مواطنين ومقيمين لسيارات قديمة جداً ، مضى على عمرها أكثر من ثلاثين عاماً، مما سببت إيقاف السير بكثرة أعطالها المتكررة على قارعة الطريق ، وليس هذا فحسب ، ناهيك عن أدخنتها المنبعثة من صمام تدوير الغازات الناتجة من احتراق الوقود . لذا أوصي إدارة المرور بعدم تجديد أوراق تلك السيارات ، فهناك وسائل عديدة لبيعها لمصانع تدوير الحديد والخام والخ... واستبدالها بموديلات حديثة من بداية الألفية الجديدة أو نهاية القرن الماضي فأسعارها جداً مناسبة. لذا نريد محافظة على البيئة ، لنستنشق هواءٍّ صافياً خالياً من الغازات السامة وشوارع خالية من الزحام. [email protected]