فقدت الشعوبُ الثقةَ في النظام العربي العام بعد أن حُرِمَتْها في أنظمتها. لكن الشعوبَ ليست كياناً متماسكاً يُعتمد على تَلاحمِه. بل أمواجٌ متلاطمةٌ من التناقضات و الاحتياجات و الأطماع. و في مَخاضها المُتَماوِج يُفلتُ زمام الأمور لانعدامِ الربابِنَةِ المقتدرين. فيختلط الحابلُ بالنابل و تسوء الأحوال..هذا اتجاهُ الأمور يومياً في منطقتنا. لذا أتمنى على (الجامعة العربية)، و قد أفْشَلَت الأنظمةُ أدوارَها، أن تفتح باباً جديداً، بعيداً عن الأنظمة، بتشكيلِ (هيئةِ حكماء) شعبية من أطيافٍ عربية متعددة بمواصفاتٍ خاصة. تكون مهامها (الوساطةُ الحكيمةُ)، ليس بين الأنظمة و معارضيها، بل بين الفئاتِ الاجتماعية و الشعبيةِ و القَبَليّة لإطفاء (الفِتَن الصغيرة). فتُحس الأطراف المتناحرة أن لها وزناً و اعتباراً يستوجب تنازلاتٍ لإطفاء الشرر، و تجد في (هيئة الحكماء) ضامناً و شاهداً على اتفاقاتها. و أمَسُّ الدولِ حاجةً لذلك هي (ليبيا)، حيث لا نظام و لا مؤسسات و لا قيادة. بل سلاح و دماء تتفجر يومياً و يُخفيها (الاعلام) لِئلّا يوصف أنه ضد الثورة. (هيئة حكماء) موسعة..مظلتُها (الجامعة)..تتعامل مع الشعوب..بعيدة عن الأنظمة..تعمل بمبدأ (أرسل حكيماً و لا توصه). Twitter:@mmshibani